الكثيرون يتحدثون عن “الزخم” الذي شهده المغرب في السنوات الأخيرة. لقد قامت البلاد ببناء صناعة السيارات والفضاء ذات المستوى العالمي، وتطوير بنية تحتية قوية، وشهدت ازدهار قطاع السياحة، وإجراء تحول حازم نحو الطاقة المتجددة. هذه كلها مزايا عظيمة. ولكن هناك شيء واحد لا يقدر بثمن: السمعة الطيبة.
هناك شيء ما في المغرب يجذب الناس من جميع أنحاء العالم. كرم شعبها، والمناخ اللطيف، والمأكولات الفريدة، كلها عوامل تساهم في سحر البلاد، سواء كنت مستثمرًا أو سائحًا. بالإضافة إلى ذلك، أطلقت الحكومة بنشاط العديد من المشاريع المهمة، والتي تبدو في بعض الأحيان ساحقة بسبب عددها الهائل.
القطعة المفقودة: المال
في حين أن المغرب يتمتع بالعديد من عوامل الجذب، إلا أن هناك عنصرًا أساسيًا يفتقده: المال. وبصرف النظر عن جيوب قليلة من النمو، مدفوعة في كثير من الأحيان برأس المال الأجنبي، فإن القطاع الخاص الوطني يعاني. وباستثناء المكتب الشريف للفوسفاط، المملوك للقطاع العام، لا تستطيع أي شركة مغربية خاصة تعبئة مليار دولار من الاستثمارات. ونتيجة لذلك، تستثمر الحكومة ما يعادل 30% من الناتج المحلي الإجمالي كل عام لتعويض النقص في استثمارات القطاع الخاص. ومن خلال طلب الدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة، تعالج المملكة القيود المفروضة على الاستثمار الخاص والعمق الضحل للأسواق المالية الوطنية. ويرى البعض أن هذا النهج محفوف بالمخاطر، لأنه قد يؤدي إلى تآكل سيادتنا الاقتصادية. ومع ذلك، لن نعرف التأثير الحقيقي لهذه الصفقة الضخمة إلا عندما نرى كيف تساهم دولة الإمارات العربية المتحدة. وإذا كانت مساهمتهم في المقام الأول في شكل ديون، فإن المخاوف ستكون مبررة. ومن ناحية أخرى، إذا كان الأمر ينطوي على استثمارات في الأسهم، والتبرعات، والقروض الميسرة، فسيتم تقليل المخاطر إلى الحد الأدنى. ومن ثم يصبح الممول شريكا حقيقيا في تنمية البلاد، وليس مجرد دائن.
رهان جريء
إن رهان الإمارات العربية المتحدة جريء. وهو يتضمن في جوهره تمويل “خطة الطوارئ 2030” من خلال دولة غنية نتقاسم معها تاريخا طويلا من الاحترام والولاء. وهذا أمر مهم لأن الاعتماد على الأسواق المالية الأجنبية الباردة وغير الشخصية أو الممولين القساة مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي شيء، والدخول في شراكة مع ما يسمى دولة “صديقة”. ومع الأخير، يمكننا دائمًا إيجاد ترتيبات وإعادة التفاوض دون شروط مؤلمة. وهذا هو الحال مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وربما قريباً مع المملكة العربية السعودية وقطر. ولن يكون من الحكمة أن لا يستغل المغرب هذه الفرص.
عن تيل كيل (بتصرف)
عن موقع: فاس نيوز