عبد المجيد تبون يغادر الجمعية العامة للأمم المتحدة: الأسباب
أثار الرحيل المتسرع للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من الجمعية العامة للأمم المتحدة تساؤلات. وبحسب مصادر موثوقة، فإن هذا الخروج كان مدفوعاً بعدة عوامل حاسمة.
الدعوة المثيرة للجدل
أولاً، انتشرت معلومات تفيد بطلب عبد المجيد تبون للقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن. لكن ما أثار رد الفعل المفاجئ هذا بشكل خاص هو دعوة وفد رسمي من حركة تقرير المصير لمنطقة القبائل، بقيادة فرحات مهني، زعيم منطقة القبائل إلى الأمم المتحدة.
نية فرحات مهني
طلب أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من فرحات مهني إلقاء خطاب في الأمم المتحدة. من الواضح أن احتمال إلقاء فرحات مهني خطاباً أثار قلق عبد المجيد تبون، خوفاً من مواجهة اكتشافات محرجة واحتمال إذلال علني. كان فرحات مهني سيستخدم هذه المنصة لتذكير عبد المجيد تبون والجزائر بأنه قبل الحديث عن تقرير مصير الشعوب في المناطق الأخرى وإلقاء الخطب حول حقوق الإنسان، سيكون من الحكمة أخذ الاهتمامات الداخلية في الاعتبار.
إدانة النفاق الجزائري
وورد أن فرحات مهني أدان أيضا ما يعتبره نفاقا جزائريا في الأمم المتحدة. وكان سينتقد حقيقة أن الجزائر تقدم نفسها على أنها الناطق الرسمي باسم جبهة البوليساريو، باستخدام مصطلحات مثل “القضية الصحراوية”، أو “الحق في تقرير المصير” أو “الاستقلال”، في حين أنها لا تمنح هذا الحق نفسه لمنطقة القبائل، ووصفتها الجزائر بأنها “حركة إرهابية”.
الاختلافات بين الحركات
ومن المهم التأكيد على أن حركة تقرير المصير في منطقة القبائل وجبهة البوليساريو لا تتقاسمان نفس الأهداف. ولم يسعوا إلى تشكيل تحالف بسبب عدة عوامل. أولا، تعترف حركة تقرير المصير بمنطقة القبائل بسيادة المغرب على الصحراء. ثانيا، ترتبط البوليساريو ارتباطا وثيقا بالجزائر ماليا ولوجستيا، مما يجعل أي معارضة لمنشئها أمرا صعبا.
اجتماع على هامش الأمم المتحدة
وبحسب المصادر، فمن المنتظر أن يتم عقد لقاء بين ممثلي حركة تقرير المصير بمنطقة القبائل ونواب أمريكيين، بالإضافة إلى الرئيس جو بايدن، على هامش أعمال الأمم المتحدة. وإذا تم التحقق من هذه المعلومات فإنها ستشكل خيبة أمل جديدة لعبد المجيد تبون وسعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش، لأن الرئيس الجزائري سبق أن طلب لقاء جو بايدن خلال إقامته في نيويورك، وهو السؤال الذي بقي دون إجابة.
انتقادات لخطاب تبون في الأمم المتحدة
وأخيرا، تجدر الإشارة إلى أن أداء عبد المجيد تبون في الأمم المتحدة تعرض لانتقادات واسعة، لا سيما بسبب ما وصف بالأكاذيب العديدة والمعلومات الكاذبة في خطابه. كما انضم فرحات مهني إلى الانتقادات من خلال تسليط الضوء على “أكاذيب الجزائر المزعومة على الأمم المتحدة” والادعاء بأن الجزائر تحاول صرف الانتباه عن انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة في منطقة القبائل وحق شعب القبائل في تقرير المصير. حتى أنه أشار إلى أن تبون يستحق المثول أمام المحكمة الجنائية الدولية.
عن موقع: فاس نيوز