يتواصل تقدم مشروع بناء نفق بحري يربط المغرب وإسبانيا، والذي يحظى بمستوى عالٍ من الاهتمام الدولي. حصلت الحكومة الإسبانية على تمويل بلغ 2.3 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي لإجراء دراسة مفصلة حول جدوى هذا المشروع الطموح.
تهدف هذه المبادرة إلى إنشاء رابط بحري بين المملكة المغربية ومملكة إسبانيا، من خلال بناء نفق تحت البحر، وذلك لإنشاء شبكة سكة حديد عالية السرعة تربط البلدين.
يتمسك المسؤولون المغاربة والإسبان بالتزام كامل بهذا المشروع، ويؤكدون أهميته الاستراتيجية لكل من بلديهم وللقارتين الأوروبية والأفريقية بشكل عام.
وفي اجتماع عُقد في فبراير الماضي، أكد رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، أن القرب الجغرافي والشراكات الاقتصادية بين المغرب وإسبانيا يفتحان آفاقًا جديدة للتعاون بين البلدين.
كما أشار إلى أن مشروع الاتصال القاري هذا هو ركيزة أساسية لبناء المستقبل وتقوية الروابط بين البلدين.
يستفيد هذا المشروع من الدعم المالي القوي من الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والصين والولايات المتحدة ، الذين يرون في هذا المشروع فرصة لتعزيز علاقاتهم مع إفريقيا والولايات المتحدة.
كما أبدت دول آسيوية مثل اليابان والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية اهتمامًا كبيرًا بالمشروع.
بالإضافة إلى ذلك ، تدعم العديد من مؤسسات التمويل الدولية ، بما في ذلك البنك الدولي ، وبنك التنمية الأفريقي (AfDB) ، والبنك الإسلامي للتنمية (IDB) والبنك العربي ، هذه المبادرة الرئيسية.
بالإضافة إلى الفوائد الاقتصادية التي لا يمكن إنكارها ، سيكون لبناء هذا النفق تحت الأرض تأثير كبير على الترشح الثلاثي للمملكة المغربية ومملكة إسبانيا والبرتغال لاستضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2030.
كما سيعزز هذا المشروع المكانة الاقتصادية لمدينة طنجة كمركز رئيسي على الصعيدين القاري والدولي. ومن خلال تسهيل التجارة ، سيساعد هذا الرابط المباشر بين إسبانيا والمغرب في تقليل تكاليف النقل والخدمات اللوجستية. بالإضافة إلى ذلك ، سيسهل حركة الأشخاص ، ولا سيما الجالية المغربية المقيمة في الخارج.
على المستوى الاجتماعي ، سيؤدي بناء هذا النفق إلى تعزيز الترابط بين شعوب القارتين الأفريقية والأوروبية. ومن خلال تعزيز العلاقات الأسرية والتاريخية والعلمية ، سيساهم هذا المشروع في تحسين التفاهم المتبادل وزيادة التعاون بين المنطقتين.
وبحسب محمد الشرقي ، الخبير الاقتصادي ، بلغ حجم التبادل التجاري بين إسبانيا والمغرب 20 مليار أورو العام الماضي.
إن تحقيق هذا المشروع الضخم سيؤدي حتما إلى استئناف أقوى للتجارة بين البلدين ، وبالتالي تحفيز النمو الاقتصادي المتبادل بينهما.
عن موقع: فاس نيوز