مراسلة: عبدالإله الوزاني التهامي
شيعت ساكنة قاع أسراس الجثمان الطاهر للبحار الشهيد، المنحدر من قاع أسراس الغمارية بعدما صدمت اليوم صباحا بخبر غرقه، حيث لفظ البحار المعني المعروف ب-عزيز اطنيجو- أنفاسه الأخيرة داخل البحر وهو يزاول مهنته الاعتيادية التي تعد مصدر رزقه ورزق أسرته الرئيسي، وأكد شهود من المنطقة أن حالة البحر وعلو الأمواج لم تكن خطيرة، وبالتالي تطرح أسئلة كثيرة حول ملابسات ودوافع الغرق، العائدة بالأساس إذن إلى الانعدام الكلي للمستلزمات والمعدات والاحتياطات الأساسية الواجب توفيرها لصالح الصيادين، ومن ذلك عدم توفر هؤلاء الممتهنين للصيد التقليدي على مرسى يأويهم وينظم قطاعهم.
يذكر بهذا الخصوص أنه على امتداد مسافات شاطئية طويلة جدا انطلاقا من جهة الفنيدق إلى غاية اشماعلة لا يوجد أي مرسى ترسو فيه القوارب ويلبي حاجيات وضروريات ومستلزمات الصيد البحري التقليدي.
يحدث هذا رغم علم السلطات بحقيقة أن الصيد التقليدي هو المصدر الرئيسي لعيش غالبية الساكنة، وهو المنعش رقم واحد لاقتصاد مراكز المنطقة، ويمثل إرثا اقتصاديا وثقافيا وازنا في الذاكرة الجماعية للأهالي.
ويعتبر استشهاد البحار “عزيز اطنيجو” وصمة عار في جبين المسؤولين المحليين والإقليميين، حيث أن غرقه أبان عن الإهمال الكبير لقطاع الصيد بالمنطقة، وأظهر الضعف البنيوي على مستوى عدم وجود مرسى وعدم توفر الاحتياطات والمعدات المطلوبة لصالح الصيادين الواجب توفرها قبل بدإ عملية الصيد وأثناءها.
يتساءل السكان عن مصير “ستة أبناء وأرملة” خلفهم الغريق الشهيد قيدوم البحارة وراءه دون معيل ولا كافل، خاصة وأنه كان مصدرهم الوحيد في استقرار عيشهم وضمان قوتهم اليومي.
عن موقع: فاس نيوز