حاوره : د.فاطمة الديبي / ذ.نصر سيوب
ــ “عربية المغرب العربي”: مهما كانت مواقف المشارقة من لغتنا العربية فهم إخواننا ولهم سابق فضل علينا، فإن صدر عنهم ما يدل على استعلاء فإننا نتقاسم معهم وزر الموقف، لأن وسائلنا الهزيلة لا تطلعهم بما يكفي من إنتاجاتنا ليقتنعوا بالفعل لا بالكلام بأننا جميعا نخدم هذه اللغة، وأن المماحكات في هذا الجانب ليست في صالح أحد.. فدعنا نقل كلمتنا ونمشي.
ــ “الكتاب المغربي”: للمشرق العربي فضيلة السبق والريادة والإجادة لظروف أسعفته وليست لدي شخصيا عقدة التتلمذ عليهم.. وقد كان وما يزال نسبيا تيسير النشر والترويج له من الأمور التي تجعل ثقافته تنتشر بجانب ما له من تاريخ شهرة في كافة المجالات.. ولسنا كذلك على المستوى المغاربي إلا بشكل محتشم.. لن نلوم إخواننا المشارقة على عدم سعيهم الحثيث للاطلاع الواسع على كل ما يكتب هنا.. ولكن علينا يقع جانب كبير من المسؤولية في سوء إدارة الكتاب على ما يعانيه من فقر في القراءة لعوامل متعددة..
ــ “ظروف النشر في المغرب”: أما ظروف النشر في المغرب فيبدو لي أنها سيئة، فهي لا تراعي غير الجانب التجاري. بالإضافة إلى شبه انعدام للمتلقي..
ــ “مؤلفاتي ومفهوم التناصّ”: المؤلف الأول مستل من أطروحتي لنيل الدكتوراه عام 2000، فيه جانب نظري وجانب تطبيقي عن مفهوم التناص لدى الغرب والعرب قديما وحديثا تناولت فيه بالدراسة شعر الرباوي والأمراني وبنعمارة. أما الكتيب عن الرباوي؛ فدراسة مطولة لقصيدتين ضمن مفهوم التناص دائما ومحاولة رصد كيفية اشتغاله داخل النصين.. أما التناص عموما فهو استحضار خطابات مختلفة في نص من النصوص وتطويعها لصالح الرؤية التي يحملها النص. فالنص لا يظهر إلى الوجود إلا وقد مر ببيئات مختلفة من الخطابات تترك بصماتها فيه، والناقد هو الذي عليه أن يكتشف تلك البصمات وكيفية تفاعلها مع مكونات الخطاب الجديد.
ــ “الحلم العربي”: لا حياة بدون حلم ولا ثورة تؤتي أكلها بين ليلة وضحاها فهذه بدايات تغيير ومخاض عسير ينبغي تغذيته بإبداعنا داخل هويتنا العربية في كافة المجالات وبشكل هيكلي. يقظة في بداياتها، إذا فرطنا فيها فسيكون مصيرها إلى خمود، مثل مصير إسهامات مفكري وأدباء ومناضلي عصر النهضة العربية.
ــ “شكر وتقدير”: أشكر أصدقائي الأفاضل على كرم الضيافة وأحيي فيهم هذا الاهتمام بلغة الضاد وبالشعر والإبداع العربي، خدمة لروح هذه الأمة التي لابد ستنهض يوما لتستأنف الطريق:
إذا سكتت شهرزاد صباحا
عن الحكي أو عن كلام مباح
لكم يا مصابيح دربي ورود الصباح
لكم عطر نَوْر الأقاحي
ولحن الخلود
وشرب الصَّبوح
وقربان عشقي
وكل كلام جميل متاح
فلا قر عينا بعشقي رقيب ولاحي
فتحت لكم واحة الود
فاسعوا بساحي
وجولوا بصدر
فرشت حقوله وردا
لإيقاع خطو يديم انشراحي.
تزين وقتي
وماست غصون اختيالي
بوشي الوجوه الملاح
وقفت عليهم ودادي
وتخفض روحي
لهم في الهوى من جناحي
بهاليل غر
وإن نطقوا بكلام فدرُ
يكون لجيدي وشاحي
شغلت فؤادي بذكرهم
عن قدود الغواني الملاح
فعمتم صباحا
وعمتم مساء
فقد فتّح الود منكم ورود ارتياحي
وسقيا لوردي بفتيان صدق
شفيت بودهم من جراحي
فأنجد عطري
بنجدة صحب خفيضي الجناح
(انتهى الحوار)
عن موقع: فاس نيوز