العنف المنزلي ضد الرجال في المغرب (دراسة جديدة)
بقلم: الطالب الباحث ‘يوسف كراك’ مجاز فالدراسات الإنجليزية.
الدراسة أجريت أواخر 2022 حول موضوع العنف ضد الرجال في المغرب باللغة الإنجليزية ،درست الظاهرة مع 10 رجال عينة للضحايا، أشرف عليها أساتذة جامعيين، و أعقبها حوار مسجل مع ‘السيد ‘فؤاد الهمزي’ رئيس الجمعية المغربية للعنف ضد الرجال.
مقدمة
العنف المنزلي هو شكل هادف من أشكال العنف لاكتساب القوة والسيطرة على شخص آخر ، وعادة ما يحدث في إطار علاقة بين شركاء حميمين (الأمم المتحدة ، 2020). العنف المنزلي ينطوي على نمط من السلوكيات القسرية التي تختلف من الإساءة الجسدية أو الجنسية أو النفسية أو الاقتصادية في حين أن واحدًا من كل أربعة رجال 28.5% في الولايات المتحدة قد تعرض لأشكال مختلفة من العنف المنزلي ،بما في ذلك الاغتصاب والعنف الجسدي من قبل شريك حميم. حسب التحالف الوطني ضد العنف المنزلي، فقد تعرض ما يقرب من نصف الرجال للعنف النفسي في الولايات المتحدة. وفقًا لفونتس (1999) ،تسيء الإناث إلى شركائها الذكور كل 14.6 ثانية في الولايات المتحدة (كما ورد في .( Barber ، 2008 )
- العنف المنزلي ضد الرجال في المغرب
ظهرت ظاهرة العنف المنزلي ضد الرجال في المغرب من خلال تقرير المندوبية السامية للتخطيط، الذي أشار إلى أن العنف الزوجي أعلى بين الرجال في المناطق الحضرية بنسبة %33 و % 27 في المناطق الريفية. علاوة على ذلك، تشير نتائج البحث إلى أن العنف الزوجي أكثر شيوعًا في العلاقات خارج نطاق الزواج، بمعدل % 54 بين الرجال غير المتزوجين الذين لديهم خطيبة أو شريك حميم خلال الاثني عشر شهرًا السابقة للبحث مقارنة بـ % 28 بين الرجال المتزوجين.
لهذا السبب، نظرا لنقص المعلومات حول أسباب و نتائج هذه الظاهرة، هدفت هذه الدراسة إلى فهم فهم أسباب و نتائج العنف المنزلي ضد الرجال. ونظرًا لأن العنف المنزلي ضد الرجال متنوع ويستند إلى أسباب فردية، فإن هذه الدراسة تفترض أن العنف المنزلي ضد الرجال ناتج عن تدخل أسر الزوجات في العلاقة، والفكر المادي للزوجات. ستدرس هذه الدراسة أيضًا العنف المنزلي أولا عن طريق تحديد أشكال العنف المرتكب ضد الرجال في المغرب، ثانيا العواقب النفسية والجسدية والمجتمعية ،و أخيرا عوامل الخطر التي تؤثر على سلوك المرأة في ارتكاب العنف ضد زوجها.
منهجية البحث
هدفت هذه الدراسة إلى شرح العنف المنزلي ضد الرجال والشكل متعدد الأوجه للعنف بالإضافة إلى العواقب التي يمر بها الرجال. ركزت الدراسة على نهج مختلط. استخدمنا طريقة أخذ عينات هادفة وتصميم بحث ثابت لإجراء مقابلة منظمة مع رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق الرجال ضحايا العنف النسوي خلال فترة استمرت 20 دقيقة. ولما كان من الصعب تنظيم المقابلة في مكتبه بمكناس ، فقد تمت المقابلة في فاس داخل سيارته. أما بالنسبة للموافقة، فقد تم أخذ الإذن من رئيس الجمعية لتسجيل المقابلة باستخدام صيغة تسجيل صوتي. تم نسخ البيانات وتحليلها موضوعيا باستخدام نهج استنتاجي. تم إجراء التحليل بناءً على المحتوى الصريح للبيانات بدلاً من قراءة نصها الفرعي والافتراضات الأساسية. المرحلة الثانية تناولت البيانات الكمية باستخدام تصميم شبه تجريبي وطريقة أخذ العينات غير الاحتمالية. تم إرسال استبيان عبر الإنترنت إلى ضحايا الجمعية المذكورة سابقاً من خلال تطبيق .WhatsAap كان مجموع المشاركين سبعة رجال. تم استخدام نماذج Google كأداة عبر الإنترنت لتجميع العينة. تم تقديم البيانات التي تم جمعها في شكل مخططات باستخدام Microsoft Word Office وتحليلها باستخدام التحليل الوصفي.
نتائج الدراسة
- أنواع العنف المنزلي ضد الرجال
أشارت البيانات إلى أوجه عديدة للعنف الذي يرتكب ضد الرجال من مظاهر نفسية وجسدية وجنسية وشعوذة وتسميم. نقطة رئيسية أخرى تم استرخراجها من البيانات كانت الآثار المترتبة على الجانب النفسي والعاطفي للرجال. يصنفهم رئيس الجمعية إلى الاكتئاب والأفكار الانتحارية وتعاطي المخدرات والكحول وعدم الرغبة في الزواج. تشير البيانات أيضًا إلى موضوعات أخرى، مثل التمييز فيما يعتبره مؤسس الجمعية تقصيرًا وظلمًا قانونيًا من قبل الدولة تجاه مثل هذه الظواهر مقارنة بالدعم المقدم للجمعيات النسائية. علاوة على ذلك ، كانت مشاعر العار و الخجل لدى الرجال و الصورة النمطية حولهم على أنهم الجناة الوحيدون للعنف المنزلي كانت موضوعات بارزة في البيانات.
فيما يتعلق بالإستبيان من ناحية أخرى، كشفت البيانات أن %100 من الرجال المبحوثين تعرضوا لإساآت نفسية ومالية، و %70 تعرضوا للأذى الجسدي من قبل زوجاتهم. إلا أن جميع الإصابات لم تكن خطيرة، بل شملت فقط الضرب، والرمي بالأثاث، أو التهديد. وبالمقارنة، بلغت معدلات الإستغلال الجنسي %30، وبلغت معدلات الاعتداء القانوني %60 كالإتهامات الباطلة، إنحياز القاضي، و الحرمان من رؤية الأطفال.علاوة على ذلك، أشار 5 من أصل 7 رجال إلى أن عائلة الزوجة تتدخل في العلاقة. علاوة على ذلك، ذكر جميع الرجال في دراستنا أن زوجاتهم ماديات للغاية وأن همهم الرئيسي هو المال وما سيقدمه الأزواج.
- عوامل الخطر للعنف المنزلي
من ناحية أخرى، عند سؤالنا عن مستوى تعليم زوجات الضحايا، أظهرت نتائجنا أن %43 من زوجات الضحايا لديهن مستوى ابتدائي، و %14.3 منهن تعليم ثانوي، و %30 منهن تعليم عالي. في المقابل، %14.3 أميون. عامل خطر رئيسي آخر لإرتكاب أعمال عنف هو نقص الموارد المالية حيث تشير النتائج إلى أن %71.5 من زوجات الضحية عاطلات عن العمل، و %40 ليس لديهن دخل. ومع ذلك، يجدر الإشارة الى أن زوجات الضحايا لا يزاولن أي مخدرات أو كحول.
- نتائج العنف المنزلي ضد الرجال
وبالمثل، تشير البيانات إلى تداعيات مختلفة لتجربة العنف المنزلي. على سبيل المثال، من بين الرجال العشرة ، %90 عانوا أو ما زالوا يعانون من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة ، مثل الذكريات المؤلمة غير المرغوب فيها، واليأس من المستقبل، والذكريات، والكوابيس، صعوبة في النوم، الشعور بالذنب أو العار. بالإضافة إلى ذلك، كانت معدلات الإكتئاب مرتفعة بشكل ملحوظ حيث إعترف %85 من الضحايا بأنهم يعانون من مشاكل الإكتئاب.
كانت العواقب الجسدية للعنف المنزلي ضد الرجال ملحوظة أيضًا في البيانات ، حيث أكد %100 من الرجال الذين تمت مقابلتهم أن جميع أشكال العنف متعدد الأوجه التي تعرضوا لها امتدت إلى المشاكل الصحية. علاوة على ذلك، لجأ %15 من المشاركين إلى تعاطي الكحول أو المخدرات نتيجة لتراكم العنف. وبالمثل، بسبب الضغط والخجل من المجتمع وأشكال العنف المتعددة التي يتعرض لها الرجال، فإنهم غالبًا ما يؤذون أنفسهم ، كما في حالة %30 من الرجال في نتائجنا.
ما هو غير متوقع في النتائج التي توصلنا إليها هو أن جميع زوجات المشاركين لدينا لا يستهلكن المخدرات ولا الكحول ، مما يدل على عدم وجود علاقة بين تعاطي المخدرات والكحول وسلوك المرأة العنيف ، على عكس النتائج التي توصلت إليها بعض الدراسات السابقة التي تشير إلى أن تعاطي المخدرات والكحول يزيد بشكل كبير من حدوث العنف المنزلي. إلى حد ما، تتفق النتائج التي توصلنا إليها مع مؤسسة السيطرة على الأمراض والوقاية في التأكيد على أن نقص التعليم هو عامل خطر للالتزام بالعنف المنزلي. ومع ذلك ، فمن الجدير بالذكر أن %30 من زوجات المشاركين لدينا كن خريجات ، مما يشير إلى أن العنف قد يمتد إلى أن ترتكبه النساء ذوات المستوى التعليمي العالي.
خاتمة
العنف جريمة سواء من قبل الرجال أو النساء ومن الضروري توحيد الجهود للحد من هذه القضية. تؤكد النتائج الحالية أن العنف الأسري ضد الرجال له أشكال ونتائج متعددة الأوجه بالنسبة للرجال، ويتطلب مزيدًا من الدراسة. توصلت الدراسة إلى استنتاج مفاده أن الفقر، والأفكار المادية للزوجات وتدخل أسر الزوجات في العلاقة، كلها أسباب للعنف الأسري ضد الرجال. تشمل عوامل الخطر التي تؤدي بالشخص لارتكاب العنف المنزلي انخفاض مستوى التعليم، وانخفاض الدخل.
فيما يتعلق بمحدودية هذه الدراسة، يمكن القول إنه كان من الصعب العثور على رجال متزوجين يرغبون في مشاركة أمورهم الخاصة أو أنهم محرجون جدًا من التحدث علانية، وهو ما لوحظ بين مشاركين رفضا تقديم إجابات على سؤال معين. الأسئلة حتى أوضحنا أهمية الدراسة. ومع ذلك ، فإن إمكانية الوصول إلى العينة المختارة توسط فيها رئيس الجمعية ، الذي سهل عملية جمع البيانات. بالإضافة إلى ذلك ، كانت هذه الطريقة من خلال الوساطة هي التي حصلت على أقوى النتائج نظرًا لأنه من الصعب الحصول على مثل هذه البيانات بسبب العقبات الثقافية. قد لا يتم تعميم النتائج على السكان في المناطق الريفية ، لأن هذه الدراسة شملت فقط الرجال الذين يعيشون في المناطق الحضرية. هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات مع عينة كبيرة من أجل التمكن من تعميم النتائج.
عن موقع: فاس نيوز