من داخل تيندوف/ منشور لمنتدى فورساتين للشباب الصحراوي الداعم للوحدة الترابية للمملكة، بدون تصرف:
هكذا رد الصحراويون على دعوات جبهة البوليساريو لمقاطعة الانتخابات
المغرب هيأ الظروف المواتية والأجواء الملائمة لتنظيم انتخابات بشكل سلس، وبالاقاليم الصحراوية حدث نفس الشيء .
كانت الانتخابات فرصة لجبهة البوليساريو التي تدعي التمثيل الشرعي والوحيد للصحراويين ، فرصة لكي تطلق صافرة للأتباع والموالين والانصار والأحباب وكل الصحراويين ممن تدعي انها تمثلهم، وتظن ان غالبيتهم يؤازرونها ، وطالما ظلت تكيل الاتهامات الباطلة للمغرب بعسكرة المنطقة والتضييق على الصحراويين ، وحرمانهم من الحرية والحقوق .
الانتخابات كانت امتحانا في الميدان ، ومناسبة لاثبات ولاء الصحراويين سواء للمغرب أو جبهة البوليساريو ، الميدان هو المحك والفيصل لمعرفة لأي الاتجاهين تميل الكفة ، ولمن الغلبة ، وجاءت الفرصة سانحة لأولئك الصحراويين المساكين المغلوب على أمرهم في نظر جبهة البوليساريو ، ليثبتوا أنهم ليسوا راضين عن الوضع ، وأن قلوبهم متعلقة بجبهة البوليساريو وبأفكارها.
نعم المغرب كان قادرا على توفير كل الظروف والامكانيات لمرور العملية الانتخابات في أجواء مناسبة ، لكنهم لم يكن ليكون قادرا أبدا على فرض مشاركة الصحراويين في الانتخابات ، لأن لا أحد أصلا يستطيع أن يفرض على شخص المشاركة في التصويت عنوة أو قسرا .
كانت فرصة ذهبية لجبهة البوليساريو لتقنع العالم أن الصحراويين بمنطقة الصحراء هم قواعد خلفية لمشروعها السياسي البائد ، كان بإمكانها أن تثبت إيمان الصحراويين بمبادئها ، كان بإمكانها أن تمنع مشاركة الصحراويين في الانتخابات المغربية ، وأن تجعل من مقاطعتهم للانتخابات رسالة للعالم بأنهم معها وعلى استعداد للالتزام بدعواتها ونداءاتها للمقاطعة والابتعاد عن الانتخابات تحت شعار : ” أنا صحراوي ، الانتخابات المغربية لا تعنيني ” .
لكن هل تحقق شيء من هذا ؟، ماذا حدث بالفعل بالأقاليم الصحراوية ؟، هل لبى الصحراويين نداء جبهة البوليساريو ؟، وهل تناغمت أفكارهم مع صرخات وصياح مسؤولي جبهة البوليساريو وعلى رأسهم ابراهيم غالي الذي راسل الأمين العام للأمم المتحدة مطالبا بمنع اجراء الانتخابات بالاقليم ، ومدعيا تمثيلية الجبهة للصحراويين ، طاعنا في شرعية المنتخبين الذين تفرزهم صناديق الاقتراع بمنطقة الصحراء؟.
تتبعنا بكثير من الشغف والفضول التفاصيل الدقيقة ليوم الاقتراع والتصويت بمنطقة الصحراء في عمومها ، وحاولنا تقصي الحقائق حول ما يجري في كل منطقة على حدة ، وتابعنا تفاصيل يوم حافل له رمزيته التاريخية ، كما له أهميته من خلال ما يشي به من وقائع تفيد ساكنة المخيمات وتقرب أحداث ومجريات مشاركة الصحراويين في الانتخابات المغربية ، ومدى صدقية ادعاءات جبهة البوليساريو وما تروج له من أخبار ذات علاقة بالموضوع.
وقد وقفنا على طبيعة المشاركة الصحراوية التي ننقلها بأمانة لساكنة المخيمات دون تحييف ولا تزييف ، ونعلم علم اليقين أن جل المنتمين لهذه المخيمات قادرين في هذا اليوم على استبيان حقيقة ما نقول ، والتقصي بكل موضوعية عن مجريات ما ننقله في هذا المقال .
وبالعودة الى ما جرى اليوم : نؤكد وتؤكد الوقائع المرتبطة بيوم الاقتراع ، أن العملية الانتخابات شهدت مشاركة صحراوية مكثفة وغير مسبوقة ، فمنذ الساعات الأولى لصباح اليوم تقاطرت جموع المصوتين على مراكز الاقتراع بأعداد هائلة لم يسبق لها مثيل .
نعم في المناسبات الانتخابية السابقة كانت المشاركة الصحراوية مكثفة ، لكنها كانت تتسم بالأريحية والتأني ، وكان الصحراويون ينتقلون الى أماكن التصويت حسب ظروفهم ومشاغلهم ، وفي الغالب كانت تكون المشاركة أكثر كثافة في المساء ، لكن العملية الانتخابية اليوم جاءت مختلفة وبطعم مختلف ، فالصحراويون خرجوا أفرادا وجماعات منذ الصباح، وعجت المراكز الانتخابية بجموع غفيرة ، والعجيب أن كل المراكز عاشت نفس الظروف ، الصحراويون انخرطوا بشكل كامل في العملية ، وساعدوا بعضهم البعض في التنقل الى المراكز ، الجار يحمل جاره ، والعائلة تنقل أفرادها بمن فيهم العجائز والشيوخ وحتى المقعدين وذوي الاحتياجات الخاصة ، والكل تأخذه الحماسة واللهفة للمشاركة، والحرص باد على الجميع مخافة أن تمنع الظروف أحد أفراد العائلة او الجيران أو الاصدقاء من المشاركة ، خاصة مع صعوبة ايجاد وسائل النقل العمومي بسبب الطلب اللامتناهي وكثرة المتنقلين الراغبين في التصويت .
وقد شهدت مدينة العيون على سبيل المثال حركة دؤوبة ، وانتعاشا صباحيا غير مسبوق ، وحسب ما توفر من معلومات وصور فقد بدت شوارع وأزقة العيون مكتظة والمواطنون يملئون جنبات الطرق والأرصفة بين منتظر لوسيلة نقل قلما تمر دون أن تكون مكتملة المقاعد ، وبين من قرروا المشي على الأقدام يسعون سعي المجد لبلوغ الهدف المنشود بكل حماسة وطواعية.
المراكز والمدارس المخصصة للتصويت امتلأت عن آخرها ، وخارجها أعداد كبيرة تحاول السلطات المعنية تنظيمها بشتى السبل ، وتسعى لتيسير دخولها وخروجها دون مشاكل مع مراعاة الاجراءات الاحترازية المتعلقة بمواجهة وباء كورونا الذي لم يثن المواطنين عن المشاركة بكثافة لاختيار من يمثلهم وينوب عنهم.
لم تنفع دعوات جبهة البوليساريو لمقاطعة الانتخابات، ولم يهتم الصحراويون لتلك النداءات ، بل انخرطوا بشكل جماعي في التصويت وكأنهم يريدون ايصال رسالة لجبهة البوليساريو بأنك لا تعنينا في شيء، وكأنهم يناشدون العالم والقوى العظمى والأمم المتحدة : لا تستمعوا لترهات القيادة ، جبهة البوليساريو لا تمثلنا ، وسنثبت لكم ذلك بالدليل.
انتصرت الارادة الشعبية للصحراويين من جميع الفئات وعلى مختلف مشاربهم ، وخرجوا بنظام وانتظام منخرطين بشكل تام في العملية الانتخابية تحذوهم الرغبة في اختيار من يمثلهم ومن يقوم على تنمية منطقتهم ، ومن يساهم في استكمال المشاريع الكبرى التي تشهدها الأقاليم الصحراوية، ومن يسهر على تطبيق النموذج التنموي الخاص بها ، وليس دعوات جبهة البوليساريو التي تعيش على البيانات وتزييف الحقائق وادعاء تمثيل الصحراويين ، وتحرم جزء من الصحراويين من العودة الى بلدهم للانخراط في مسيرة البناء، وتحرمهم من حقوقهم وكرامتهم وحق في الاختيار .
هل يستوعب القائمون على جبهة البوليساريو الدرس ، ويعوا أن الصحراويين ماضون في الحفاظ على المكتسبات التي تحققت ، مندمجون في المملكة المغربية ، حريصون على استغلال كل مناسبة للتعبير عن ولاءهم للمغرب ، ورفضهم المشروع الانفصالي .
الم يكن بامكان الصحراويين اليوم أن يتفقوا جميعا على عدم الخروج الى التصويت لو أن له ميولا سياسيا او تعاطفا مع جبهة البوليساريو ، لكن بالعكس خرجوا طواعية وبحرص ورغبة ملحة في التصويت ، غير متنازلين ولا مفرطين ، وكأنهم يجيبون على من يشكك ، ويستغلون الفرصة ليقولوا لجبهة البوليساريو لا تتعبي نفسك ، لسنا معك ، وبعد هذا لا زالت جبهة البوليساريو قادرة على الخروج بين الفينة والاخرى لتنادي بحق الصحراويين في تقرير مصيرهم. #اليكمجوابالصحراويين_اذن : الصحراويون لا يريدونكم يا عصابة تندوف ، ويتطلعون الى خلاصنا نحن ساكنة المخيمات ، الساكنة التي تتطلع الى يوم واحد يمنح لها فيه حق الاختيار بين العودة والبقاء في المخيمات ، يوم ستنصدم في قيادة العار ، وستجد نفسها وحيدة في فيافي لحمادة ، ولهذا لن تسمح يوما بتمكين ساكنة المخيمات من حق الاختيار ، ولنا في المؤتمرات خير مثال، حين تهرب المؤتمرات خارج المخيمات ويتم انتقاء المشاركين بعناية ليختاروا من يقود المخيمات في مصادرة تامة لحق الآلاف من الصحراويين المحتجزين فعليا ، فكريا وسياسيا .