كتب صحافي انفصالي من مرتزقة البوليزاريو أن الإعلان الأمريكي القاضي باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء ليس مجرد تغريدة للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، “ترامب”، بل هو توجه إستراتيجي أمريكي، مؤكدا على أن ملف الصحراء المغربية أصبح قضية مصالح بين العمالقة الكبار، و أن الرباط – كما قال سفير الدومنيكان خلال تقديم أوراق اعتماده في الرباط -:”أنه فخور بتمثيل بلده في المغرب الذي أصبح من الدول العظيمة و القوية بالبحر الأبيض المتوسط”، و في هذا إشارة إلى أن العالم يتغير في العمق الإستراتيجي و أن المغرب هو فعلا ضمن نادي القوى الخمسين الصاعدة حسب التقارير السرية للبنك الدولي.
جاء ذلك في مقال مطول له قام فيه بقراءة للإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، و لمناورات الأسد الإفيرقي 2021، التي جاءت بطابع خاص تميز بإجرائها في الصحراء المغربية وبمنطقة المحبس، وأيضا فوق المياه الإقليمية الصحراوية المغربية، وخصوصا على الحدود البحرية الجنوبية التي رسمها المغرب مؤخرا مؤكدا سيادته عليها.
وسطر المتحدث على أن المناورات المغربية الأمريكية على ابواب جزر الكاناري تمت بالذخيرة الحية، مؤكدا على أن أن الرباط و واشنطن لم يبلغا إسبانيا بإجراء ذلك التمرين و استخدامهما للذخيرة الحيّة حيث فاجئها الأمر، حتى أن حركة الملاحة الجوية ارتبكت في سماء جزر الكناري ما اضطر الأبراج الجوية لتحويل خطوط الرحلات و إلغاء بعضها.
وأوضح المصدر أن الإعلام الإسباني اعتبر الأمر رسالة واضحة من المفرب وأمريكا إلى مدريد، بأن التحالف بينهما يتجاوز العلاقات الإسبانية الأمريكية، و أن الولايات المتحدة- اليوم- لديها مصالح لا تتعلق بالتطبيع المغربي الإسرائيلي، بل بمنافع أكبر و أعظم.
يتعلق الأمر كما سبق وتطرقت الجريدة إليه من قبل بمعادن جبل تروبيك في المياه الإقليمية الصحراوية المغربية، والذي يخفي جوفه مخزونا كبيرا جدا من المعادن التي ترتكز عليها الصناعات عالية الدقة، و منها صناعة بطاريات السيارات الكهربائية.
وللتوضيح أكثر، يقول المتحدث، فإن الصين و إفريقيا هما الموطن الوحيد لتلك المعادن النادرة التي تدخل ضمن الصناعات العالية الدقة، مثل الكوبالت، والتيلوريوم، والباريوم، والنيكل، والفاناديوم، والليثيوم…، و الصين بعد أن فرضت عليها واشنطن قيودا للدخول إلى السوق الأمريكية، بدورها منعت تصدير تلك المعادن لأمريكا، و وجود جبل “التروبيك” هو طوق نجاة للصناعات الأمريكية المستقبلية، و أمريكا ستعمل كل شيء للحصول على ما يكفي صناعاتها منه، أي أنها لن تعير إسبانيا أي اهتمام من أجل مصلحتها الصناعية. و فيما يخص ألمانيا فإنها ترى في الصناعات المستقبلية، بما فيها السيارات الكهربائية، حربا على صناعاتها الميكانيكية التقليدية، و ترى خراب شركات Volkswagen و Mercedes-Benz و AUDI و BMW وشيكا، لهذا هي تدعم عدم حصول واشنطن و أي قوة صناعية عالمية على تلك المعادن و بقاء المنطقة أرض نزاع، في انتظار التحاقها بركب تلك الصناعة و عثورها على مناجم تلبي طلبها و تتيح لها التحول إلى صناعة السيارات الكهربائية بكل أريحية.