قالت داليا غانم الباحثة في ” مركز كارنيغي ” ببيروت إن تدبير الأزمة الصحية المرتبطة بتفشي وباء كورونا المستجد في الجزائر تميزت منذ الأيام الأولى بغموض في القرارات التي اعتمدتها سلطات هذا البلد .
وأكدت داليا غانم خلال ندوة عبر تقنية الفيديو نظمها مؤخرا المعهد الملكي ( إلكانو ) الذي هو أحد المراكز الرائدة في مجال التفكير الاستراتيجي في إسبانيا حول موضوع ” فيروس كورونا والمغرب العربي .. تحديات الاستقرار والإصلاحات ” أن هذا الوضع ” يبرز بوضوح كبير انعدام الثقة القائم بالفعل بين المواطنين الجزائريين وقادتهم ” .
وأكدت أنه بعد ستة أيام من الإعلان عن الإجراءات والتدابير لوقف تفشي الوباء حذر وزير الصحة الجزائري المواطنين من خطورة الوضع ودعاهم إلى الاستعداد للأسوأ ” وهو الأمر الذي خلف شكوكا واضحة بشأن شفافية السلطات الجزائرية ” في تدبير هذه الأزمة .
وأوضحت الباحثة الجزائرية أن هذا الوضع ” هو أيضا نتيجة لنظام صحي يتميز بنمط بيروقراطي في الحكامة والتديير بالإضافة إلى العديد من الاختلالات التي استمرت لسنوات عديدة مع نقص شديد ” في الأجهزة والمعدات مضيفة أنه “على الرغم من أن عدد المصابين خلال الأيام الأولى كان محدودا فقد كانت المستشفيات والأطقم الطبية تعاني من ضغط وتجاوزتها الأحداث “.
وأكدت على أن ” النظام الصحي في الجزائر يعاني من مشكلة عميقة مرتبطة بشكل خاص بالخدمات الضعيفة والمتردية التي تقدمها المستشفيات العمومية إلى جانب نقص المعدات الطبية والخصاص في الأدوية وضعف آليات التخطيط والبرمجة وكذا التنظيم والمراقبة والتتبع ” .
وأشارت إلى أن هذا الوضع زاد من تعميق تداعيات الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد والتي من أبرز مؤشراتها تراجع معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي ” الذي هو منخفض للغاية ” بسبب تراجع أسعار النفط ما أدى إلى تقلص وتراجع احتياطيات الصرف يضاف إليها انخفاض قيمة الدينار بنسبة 49 في المائة .
وشددت داليا غانم أنه ” أمام هذا الوضع المقلق سيعود الجزائريون إلى الشارع على الرغم من القمع ومن تفشي الوباء ” مشيرة إلى أن ” تفشي فيروس كورونا المستجد في البلاد زاد من تعقيد وضعية هي أصلا معقدة للغاية ” .