كشفت تقارير، إن علماء معهد جينر التابع لجامعة أوكسفورد، يسابقون الزمن من أجل التوصل إلى لقاح لعلاج فيروس كورونا، حتى إن التقديرات التي وضعوها، تشير إلى احتمالية التوصل إلى اللقاح قبل شهر سبتمبر 2020.
وحسب تقرير لصحيفة The New York Times الأمريكية، الثلاثاء 28 أبريل 2020، فإن العلماء في معهد جينر التابع للجامعة كان لديهم سبق في الطريق إلى اللقاح، بعد أن أثبتوا في تجارب سريرية سابقة أن التطعيمات المشابهة التي كان من بينها لقاح ضد فيروس سابق ينتمي إلى عائلة كورونا في العام الماضي، ليس لها أي ضرر على البشر”.
وفي الوقت الذي قامت فيه مجموعة من المختبرات عبر العالم بإجراء اختبارات لمئات من الأشخاص فقط، فإن علماء “أوكسفورد” أجروا هذه الاختبارات على الآلاف.
هذا الأمر، مكنهم من تحقيق قفزة للأمام وحددوا مواعيد اختبارات للقاح فيروس كورونا الجديد تضمن 6 آلاف شخص قبل نهاية الشهر القادم، غرضها ليس فقط إثبات أنها غير مضرة، بل لاختبار أنها تعمل.
يجمع علماء الجامعة، على أنهم تلقوا أخباراً واعدة تشير إلى أن اللقاح قد يعمل بالفعل.
فعلماء معمل روكي ماونتن، التابع للمعاهد القومية للصحة في مونتانا ببريطانيا، حقنوا الشهر الماضي 6 قرود مكاك ريسوسي بجرعة واحدة من لقاح أوكسفورد، ثم عُرّضت الحيوانات لكميات كبيرة من الفيروس المسبب للوباء، وهي الكميات التي تسببت باستمرار في مرض القرود الأخرى في المعمل.
لكن بعد أكثر من 28 يوماً ما زالت القرود الستة جميعها بصحة جيدة، وفقاً لما قاله فينسينت مانستر، الباحث الذي أجرى الاختبار.
ماذا عن البشر؟
يقول دكتور مانستر إن “قرد المكاك الريسوسي هو أقرب ما لدينا للبشر”، إلا أن العلماء ما زالوا يحللون النتائج، التي من المتوقع مشاركتها مع علماء آخرين الأسبوع القادم.
وفق نفس المتحدث، فإن المناعة في القرود لا تضمن لنا أن اللقاح سيمنح البشر نفس درجة الوقاية.
وفق “عربي بوست” من جانبها، قالت شركة SinoVac الصينية التي بدأت مؤخراً تجربة سريرية باشتراك 144 مشاركاً، إن لقاحها كان فعالاً أيضاً في قرود مكاك الريسوسية.
غير أنه في ظل وجود عشرات الجهود قيد التطوير الآن للعثور على لقاح، كانت نتائج القرود هي الإشارة الأحدث على أن مشروع أوكسفورد المُسرع يبرز في موقع الريادة بالنسبة لهذه الجهود.
السباق نحو اللقاح:
ميليو إميني، مدير برنامج اللقاحات في مؤسسة بيل وميليندا غيتس، التي تقدم الدعم المالي للعديد من الجهود المتنافسة يقول بخصوص برنامج أكسفورد “إنه برنامج سريري سريع للغاية”.
كما يؤكد أيضاً على استحالة معرفة أي لقاح محتمل سيكون هو الأنجح من بين هذا الزحام، “حتى تتاح لنا بيانات التجارب السريرية”، مضيفاً “إننا سنحتاج أكثر من لقاح واحد على أية حال”.
المتحدث نفسه، أشار إلى أن بعض اللقاحات “قد تعمل على نحو أكثر فاعلية من غيره في مجموعات معينة مثل الأطفال أو كبار السن، أو بتكاليف مختلفة أو جرعات متنوعة”، وأوضح أن وجود أكثر من نوع لقاح واحد يجنبنا مرحلة عنق الزجاجة في التصنيع.
لكن نظراً لأن تجربة أوكسفورد هي أولى التجارب التي تصل إلى هذا النطاق الكبير نسبياً، فإنها حتى لو فشلت سوف توفر دروساً حول طبيعة فيروس كورونا وعن استجابة الجهاز المناعي التي يمكنها أن تعلم الحكومات والمتبرعين وشركات الأدوية والعلماء الآخرين الذين يحاولون الوصول للقاح.
وكالات