متابعة محسن الأكرمين.
فرجة كروية تابعنا مساء يوم السبت 8 فبراير 2020، عفوا فرجة في الكرة الطائرة المكناسية بقاعة المسيرة الخضراء. نعم كانت أمسية قد أحدثت في نفوس من حضر بسمة فرحة النتيجة، وأملا في أن فرعا من فروع النادي المكناسي لازال بخير، وقادرا على المنافسة الوطنية والعربية والإفريقية، وسليما من مجموعة من الاختلالات المتلاحقة بالرياضة بمكناس.
كانت أمسية وقفنا فيها على إمكانات الفريق المعنوية القوية، وعلى تلك الإمكانات المادية البسيطة التي وظفها المكتب المسير خير توظيف رفقة الطاقم التقني واللاعبين، والتي تصنع الحدث وتسير به نحو التتويج بطلا. انتهت المباراة التي جمعت الكوديم بخصم عنيد آت من مدينة فاس، انتهت وقد ألحق النادي المكناسي للكرة الطائرة بفريق الاتحاد الرياضي الفاسي هزيمة ذات فرق، حيث فازت الكوديم بجولاتها الثلاث (3-0).
حكمة وقفت عندها، وبها بالضبط ينبغي العمل على إحياء الرياضة بمكناس “من الضعف تصنع القوة”، نعم الفريق قوته في مكتبه المسير وقيادته الرزينة، الفريق قوته الضاربة في أطره التقنية ولاعبيه الشباب واتحادهم لأجل روح الفريق والنتائج الجيدة، الفريق في حسن تدبيره والأيد التي آمنت بأن لعبة كرة الطائرة مكناسية بامتياز منذ جيل سبق، آمنت أن المال الوفير (السايب) لن يخلق النتائج أكثر مما يخلق بمكناس” تقرقيب الناب وثقيب البغرير”.
الفريق يلعب الأطوار الطلائعية بإمكانات جد محدودة وصلت حد الكفاف. فريق كرة الطائرة الوجه الوحيد الذي يشرف منظومة الرياضة بمكناس، والصانع لحدث ذكر المدينة بلغة الإيجاب. الفريق الذي يغيب عن حديث المقاهي ولغة المشاكل والفخاخ المميتة، لأنا بمكناس تآخينا مع النتائج السلبية والكلام الكيدي، وبتنا لا نقدر على الفرح والاحتفاء بالانجازات الرائعة.
مسيرة موفقة يتسلم قيادتها رجل صامت ومبتسم رغم الاكراهات التي يعانيها الفريق، رجل لا يكثر من كلام السفسطة الفارغة و البوليميك المميت. الرئيس عبد الكريم الرفاعي استطاع بفضل حنكة تجاربه من صناعة مقاربة تشاركية تفاعلية مع مكونات مكتبه لأجل تخطي كل العقبات والفجوات المميتة بأمان وثبات. هي ذي الحقيقة التي ممكن أن تغيب عن بعضنا، أو ممكن أن يضع منا قناعا واقيا لكي لا يرى بمكناس فريقا يمثل المدينة أحسن تمثيل ويعيش الريادية الوطنية.
الفريق قبل الدعم المادي يحتاج إلى الجماهير بمكناس التي تحب فرجة الكرة الطائرة والنتائج القوية، يحتاج أولا إلى الدعم المعنوي لمواصلة مسيرته الموفقة وبتقدير من كل مكونات المدينة، يحتاج إلى إعلام مدينة مصاحب بالحافزية والدعم والتسويق الإيجابي، يحتاج إلى الإعلام العمومي الوطني الغائب عن نقل المنتوج الجيد للكرة الطائرة بمكناس، يحتاج إلى دعم من السطلة المحلية بمكناس، ومن مجلس جماعة مكناس، و من الفعاليات الاقتصادية والمالية بمكناس. هي ذي الحقيقة التي يجب أن تصل إلى جميع لأجل الرعاية والاحتضان. إنه الفريق المتماسك، والتدبير الرياضي المتمكن. نتائج بالجودة العالية تخلق التميز بمكناس، فمن المنطق السليم دعم الفريق معنويا وماديا وتسويقه كعلامة سليمة للرياضة بمكناس.