نشرت المؤسسة الدولية المتخصصة في تصنيف الجامعات “تايمز هاير إدوكايشن” Times Higher Education University Ranking تقريرها لسنة 2019 عن جامعات الدول ذات الاقتصاديات الصاعدة. وهي حوالي 43 دولة محددة وفق مؤشر فوتسي، من بينها الصين والبرازيل واليونان وجنوب إفريقيا وتركيا والهند وقطر وروسيا والأرجنتين وقبرص. فمن بين جامعات هذه الدول استطاعت 442 جامعة فقط الدخول إلى هذا التصنيف. ويكفي أن نشير إلى أن الصين لوحدها فيها ما يفوق 2500 جامعة استطاعت 72 منها فقط أن تدخل إلى تصنيف “تايمز هاير إدوكايشن”. أما بالنسبة للمغرب الذي يتوفر على 12 جامعة عمومية وعدة جامعات خاصة، فقد استطاعت أربع منها الدخول إلى هذا التصنيف وهي جامعة محمد الخامس بالرباط وجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس في صنف (201-250)، وجامعة القاضي عياض بمراكش في صنف (251 – 300)، وجامعة الحسن الثاني بالبيضاء في صنف (350+). وقد استطاع المغرب بهذه النتيجة أن يحتل الرتبة الثالثة إفريقيا بعد جنوب إفريقيا ومصر.
ولتوضيح أهمية هذا الإنجاز نشير إلى أن المغرب قبل أربع سنوات كان غائبا عن التصنيفات الدولية للجامعات، وفي سنة 2015 دخلت جامعة القاضي عياض إلى تصنيف “تايمز هاير إدوكايشن”. وفي سنة 2017 دخلت جامعتا محمد الخامس وسيدي محمد بن عبد الله. والتحقت جامعة الحسن الثاني بهذه المجموعة في تصنيف سنة 2019.
وبالنسبة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله يلاحظ أنها واصلت تقدمها هذه السنة وانتقلت في الترتيب العام من الرتبة الثالثة إلى الرتبة الثانية وطنيا.
وإذا كانت جميع مؤشراتها قد عرفت تحسنا ملموسا كما يبدو من الجدول المقارن فإن أهم طفرة حققتها كانت في مؤشر “الإحالة العلمية أو الاستشهاد” الذي انتقل من 9 إلى 40. واحتلت بذلك الرتبة الأولى وطنيا. وهو مؤشر يظهر أهمية المعرفة المنتجة، ومدى تداولها بين المختصين، والإحالة عليها والاستشهاد بها في المنشورات الدولية، مما يظهر دور الجامعات المعنية في إنتاج ونشر المعرفة الاصيلة والأفكار الجديدة ومدى اعتراف الغير بمصداقيتها، ودرجة إسهامها في بناء المعرفة الإنسانية. ويلتقط هذا المؤشر من خلال إحصاء عدد المرات التي تم فيها الاستشهاد بأبحاث الجامعة ومنشوراتها من طرف الغير.
وتأتي هذه النتائج الايجابية لتأكيد الارادة القوية لكل الفاعلين، من أجل تعزيز البحث العلمي الخلاق في جامعة سيدي محمد بن عبد الله، انسجاما مع أهداف مخططها التنموي، الذي يبتغي تطوير فضاءات البحث والابتكار بشكل تشاركي، ودعم مبادرات الاستاذة وفرق البحث و الاصغاء لمقترحاتهم، لاسيما بعد النقاش المفتوح حول البحث العلمي، الذي مكن كل الباحثين من طرح تصوراتهم بخصوص الاسبقيات والهيكلة والتمويل وسبل تحقيق الجودة وكيفيات خدمة المجتمع والاقتصاد، ودعم الاشعاع العالمي للمملكة المغربية.
وبالرجوع إلى الترتيب العام للجامعات على الصعيد الدولي، تجذر الاشارة إلى أهمية بروز الجامعات المغربية ضمن الألف الأولى (1000)، لان ذلك يعد في حد ذاته نتيجة مهمة، ويفرزها إيجابا عن ما يفوق 20000 الف جامعة في العالم، لم تتمكن من الظهور في التصنيف العالمي.