في عالم متصل بدرجة كبيرة مثل اليوم، تتفاوت أشكال الجريمة وتتطور وفقًا للتكنولوجيا، ويظهر عصر الإنترنت كواحد من أبرز المحركات وراء هذا التطور، فمع تزايد استخدام التقنيات الرقمية لارتكاب جرائم جديدة وتعقيد الجهود القائمة على مكافحتها.
في هذا السياق، تتباين الجرائم التي تتعلق بالحياة الخاصة للأفراد، وتشمل الاختراقات السيبرانية وسرقة الهوية والابتزاز الرقمي. وتعتمد هذه الجرائم على استغلال البيانات الشخصية المتاحة عبر الإنترنت، سواء كانت مخزنة في الشبكات الاجتماعية أو في قواعد البيانات التجارية.
ومن المهم فهم أن الجرائم في عصر الإنترنت لا تقتصر على الفعل الواحد، بل قد تتعدى ذلك إلى التأثيرات النفسية والاجتماعية على الضحايا. وتتطلب مكافحة هذه الظاهرة جهودًا متعددة المستويات، تشمل التشريعات الرقابية، وتطوير التقنيات الأمنية، وتعزيز التوعية الرقمية لدى المستخدمين.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون هناك تركيز على تعزيز المسؤولية الفردية للمستخدمين لحماية خصوصيتهم عبر الإنترنت، من خلال اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة مثل استخدام كلمات مرور قوية وتحديث البرامج الأمنية بانتظام.
في الختام، فإن التحولات الرقمية تجلب معها تحديات وفرصًا جديدة، ومكافحة الجرائم في عصر الإنترنت تتطلب استجابة سريعة ومتعددة الأوجه لحماية خصوصية الأفراد وضمان سلامة البيانات الشخصية في البيئة الرقمية المتزايدة تعقيدًا.
أحمد النميطة البقالي باحث في مجال حماية حقوق الإنسان الرقمية
عن موقع: فاس نيوز