في أعقاب محضر اجتماع غير تقليدي صادق عليه دواوير بإقليم بولمان، انتشر على منصة فيسبوك هاشتاغ “عزي وانصرف” بشكل كبير، مثيراً جدلاً واسعاً حول عادات وتقاليد العزاء، تمثل هذه الحملة دعوة للتضامن مع أسر المتوفين وعدم تحميلهم مسؤولية إطعام المعزين.
هاشتاغ “عزي_وانصرف”
و نشرت مجموعة من الصفحات والنشطاء الفيسبوكيون على حساباتهم هاشتاغ “عزي_وانصرف” متبوعة بجملتين “كيف تأكل طعاما قد طبخ بالدموع” و”عن طعام العزاء أتكلم”.
و قررت فعاليات مدنية في دواري تاغيت واجرغني بإقليم بولمان إلزام المعزين بعدم تناول الطعام أثناء العزاء، وتجاهل هذه العادة التقليدية من مراسيم العزاء، سواء كانوا رجالاً أو نساء.
و قد تم عقد هذا الإجتماع ضمن مساعي مجموعة من ممثلي ساكنة المنطقة المركزية ودواري تاغيت وإجرغني وأعيانها وفعالياتها، تمت مناقشة مسألة مراسيم تقديم العزاء وعادات الناس في هذا السياق.
و جاءت نتائج الإجتماع بالإلزام بعدم تناول الطعام أثناء العزاء، وإلغاء هذه العادة التقليدية من مراسيم العزاء، سواء كان المعزي رجلاً أو امرأة، تجسيداً لإحترام حقوق المتوفى وأهله.
وقد أُوجب أيضاً تقديم العزاء عند الدفن دون العودة إلى منزل المتوفى، ما لم تكن هناك حاجة ضرورية للعودة، كما تم التأكيد على أهمية تقديم واجب العزاء في بيت الميت وليس في بيوت أهله وأقاربه.
تم تخصيص الليلة الثالثة من وفاة الشخص لأهل المتوفى وعائلته دون استدعاء عامة الناس.
و أكدت ساكنة المنطقة على أهمية احترام هذه الإتفاقيات ورأتها تعبيراً عن إرادتها في هذا السياق، مع التذكير بأن مخالفتها قد تؤدي إلى مقاطعة اجتماعية.
و تأتي هذه المبادرة كجزء من جهود المجتمع لتجديد ثقافته وترسيخ تقاليده بما يسهم في تعزيز الترابط والتلاحم بين أفراد الإقليم في الأوقات الجيدة والصعبة.
ســـــابــــــقـــــــة : سكان دواوير المرس فبولمان يقرّون قانون عرفي لواجب العزاء
في حدثٍ غير مسبوق، قرر سكان القرى التابعة لجماعة المرس في بولمان اتخاذ خطوة فريدة من نوعها، حيث قاموا بإقرار قانون عرفي يتعلق بواجب العزاء داخل نطاق الجماعة.
و وفقًا لمحضر اجتماع تم صياغته بمشاركة ممثلين عن الساكنة، يستند هذا القانون العرفي إلى تقاليد المنطقة، بهدف تعزيز روابط الترابط والتلاحم بين أفراد المجتمع، سواء في السراء أو الضراء.
و أكد محضر الإجتماع على أهمية عدم تناول الطعام داخل منزل الجنازة، وذلك كإحترام لحقوق الفقيد وعائلته، وتقتصر مشاركة أفراد المجتمع في واجب العزاء على المشاركة في مراسم الدفن، وعند الحاجة فقط يمكن تقديم التعازي داخل منزل الجنازة، دون تقديمها في منازل أفراد عائلة الفقيد وأقاربه.
و تضمنت هذه الإتفاقية مجموعة من البنود التي تهدف إلى تجديد ثقافة القبيلة، وذلك من خلال الإلتزام بمبادئ الدين والسنة النبوية، وفي إطار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
و يأتي هذا الإجراء نتيجة لتحميل أهل المتوفى عبء إطعام الزوار القادمين لتقديم واجب العزاء، مما يعكس التزامهم بالقيم الدينية والإجتماعية، وقد تم اتخاذ هذا الخطوة لإلغاء هذه العادة من طقوس العزاء.
آش بان لكم/ قبائل بجهة فاس مكناس تقطع مع عادة تقديم الطعام أثناء مناسبات العزاء
قالت مصادر محلية أن ساكنة جماعة المرس بإقليم بولمان اجتمعت مع أبناء القبائل المجاورة وتوافقوا على القطع مع عادات تقديم الأكل خلال مناسبات العزاء. يهدف هذا التفاهم إلى تخفيف معاناة أهالي المتوفين ومشاركة الحزن والألم معهم.
تعكس هذه الخطوة قيم الوحدة والتلاحم في المجتمع، وتذكير بأهمية تقدير ظروف أهل الميت خلال الأوقات الصعبة.
المصدر : فاس نيوز ميديا