“الوضع السياسي العربي”:
أمّا عن الوضع السياسي العربي … فمخاض عسير والمولود الآتي لقيط مشوّه… وقد تنطبق على الشعب العربي الآن ومنذ اغتصاب أرض فلسطين، مقولة “أُكِلْتُ يوم أكل الثور الأبيض”… بل استيقظ الثور الأسود ولم يستيقظ العرب… وقع العرب في الفتنة والتفرقة والانقسام والقبلية والعنصرية، وعادوا في عصر العلم الى ما كانوا عليه في الجاهلية الأولى بل أشدّ جاهلية…
- “ثورات الربيع العربي”:
وأيّ ربيع هذا ؟ ربيع الفتن تسقيه الدماء فلا ينبت إلا موتاً ولا يزهر إلا تشرّداً وذلاًّ وعبوديةً وجهلاً وفقراً وضياعاً… وما الحرية الموعودة إلا فوضى منظّمة… وما الأحلام إلا أوهام… أيّ عدل هذا الذي لا يصحح الخطأ إلا بالخطأ؟! وأي كرامة هذه التي تباع للغريب والقريب ولا تشترى؟! وأي مساعدة تلك التي لا تأتي ولا تهطل عليّ إلا عندما أريد أن أقتل أخي؟! وأيّ حبّ هذا الذي يزرع في قلبي الكراهية لبني الإنسان؟! وأيّ ربيع هذا الذي لا ينبت إلا الفتن المستمرة والقتل المستدام؟! ومتى كان الربيع يأتي ليقتلع أشجار الشتاء القارس من جذورها؟ أما كان دوره يقتصر على الإزهار والاخضرار فتعود السعادة إلى تلك الاشجار؟!
من خلال هذا الربيع أرى أننا كنّا خير أمة أخرجت للناس فصرنا خير لقمة يتقاتل عليها الناس! جاءت الأديان لتوحّدنا وتهدينا سواء السبيل، فاتخذنا من الأديان سبيلاً لنضلّ سواء السبيل فيقتّل بعضنا بعضًا… جاء الكتاب بالعلم بابًا للجنة ولحياة سعيدة في الدنيا والآخرة … فجئنا بالنار والدمار من أجل “مزبلة” هنا يتزعمها ديك من هنا و”مزبلة” هناك يتزعمها ديك من هناك…
إنّما للحرّية حدود …
ولا حقٌّ ولا عدلٌ بلا قوّةْ
ولا أمنٌ بلا قسوةْ … - “آمالي وطموحاتي”:
أطمح إلى أن يكون قصيدي مؤثّراً في الجمهور العربيّ، ومربّياً لطلاّبي وموجّهاً، وقائداً لأجيالنا نحو السموّ والصلاح، ومغيّراً من حالة الشرذمة التي تعيشها أمّتنا وأوطاننا،…
أما بالنسبة إلى طموحاتي الأخرى فقد أنعم الله عليّ – والحمد له وحده- بأكثر مما كنتُ أطمح إليه، وهذا ما ألّب عليّ بعض الأصدقاء والأحبّة الذين لم يستطيعوا صبراً عن محاولة الأذى بشتّى أشكاله… فكانت إحدى قصائدي بعنوان “أقاويل وافتراء” ردّاً عليهم، منها هذا المقطع:
أقاويلٌ تنامتْ وافتراءُ
فضاق بها على الرحْبِ الفضاءُ
فبئس القولُ لا يرعاه دينٌ
وبئسَ الفعْلُ إن قلّ الحياءُ
وإن ضلّت عن التقوى عقولٌ،
وباتَ الناسُ دينُهمُ الرياءُ،
ودارَ على الرفاقِ لسانُ خبثٍ،
أيُعْمي أعينَ الخلقِ الغباءُ؟
وقد أعْمَتْ بصائرَهم معانٍ
وأشعارٌ لهم منها عناءُ
وليس الهمّ ما قد قيلَ فينا
وقد قاسَته قبلُ الأنبياءُ
بلِ الهمّ الذي نصبو إليه
هو الإحسانُ مهما قدْ أساءوا
وليس لنا مداناة الدنايا
فنحنُ عن الدنايا أغنياءُ
تراهم يمكرون اليوم مكراً
فيَمْكرُ مَنْ بأيديه السماءُ
أَنَهْوي للحضيضِ ومبتغانا
رفيعٌ ما لرفعتِه انتهاءُ؟
عن موقع: فاس نيوز