على إثر الأبحاث التمهيدية التي انطلقت مؤخرا ، جرى استدعاء عميد شرطة (كوميسير) كان يشتغل بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة، بعدما تبين أنه يتستر على أنشطة أحد بارونات المخدرات المشهور بلقب (إحرامن) ، بعد التقاط المحققين مكالمات هاتفية ابانت مضامينها عن تورط موظف الشرطة في المنسوب إليه، و هو ما أكدته تصريحات تلقائية لبارون مخدرات آخر يلقب (بنهاس).
وتمت إحدى أهم المكالمات التي ورطت ضابط الشرطة في التواطئ مع عصابة (إحرامن) مباشرة بعد إحباط عملية تهريب كمية من المخدرات تناهز 6370 كلغ من المخدرات عبر ميناء طنجة المتوسط، جرى الإتصال فيها بين كل من المهربين الخراز وإحرامن من جهة، وضابط الشرطة المعني بالموضوع العامل بولاية أمن طنجة من جهة أخرى، حيث أن الأخير كان يحيط بارونَي المخدرات بكل مستجدات القضية، و يطلعهم على مصير باقي أفراد الشبكة الإجرامية الموقوفين، حتى أنه كان يتدخل ويسعى لصالحهم، حتى لا تنكشف خيوط تورطهم في صفقة التهريب التي تم ضبطها بالميناء.
هذا وأثناء استدعاء الكوميسير المشتبه به إلى سلا من لدن ضباط الـبسيج، أنكر جملة وتفصيلا أي صلة له بالمضوع، أو بأي شبكة أو بارونات تهريب المخدرات، كما أنكر إجراءه أي مكالمات هاتفية معهم، وادعى أنه لا يملك إلا رقما هاتفيا واحدا مسجلا باسمه لدى اتصالات المغرب.
إلى ذلك فندت الإنتدابات الموجهة بأمر القضاء ما ادعاه ضابط الشرطة، حيث أنها أكدت، استنادا إلى تحديد موقع المتصل من لدن شركات الإتصالات، تورط الضابط في إجراء مكالمات برقمين هاتفيين آخرين، أثناء تنقله بين مدينتي طنجة والقنيطرة لحضور إحدى الدورات التكوينية.
وحتى يقطع المحققون الشك باليقين، جرى رصد مكالمة هاتفية بين بارون المخدرات المدعو (إحرامن) وعميد الشرطة بتاريخ 18 مارس 2016، أخبره الأخير خلالها أنه يشتغل بنظام الديمومة بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بطنجة، و هو الأمر الذي تحقق منه ضباط البسيج، من المديرية العامة للأمن الوطني، لتتأكد العلاقة بين الضابط وبارون المخدرات..
عن موقع: فاس نيوز ميديا