كتبت النائبة البرلمانية ‘وفاء البقالي’، تدوينة على حسابها الشخصي بموقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك”، تطرقت فيها لواقع الديبلوماسية الدينية الملكية، خصوصا الشق المتعلق فيها بالأشقاء الأفارقة و بالجذور الإفريقية للمملكة، نوردها منقولة بدون تصرف:
عرفت المبادرة التي إحتضنتها أبيدجان، والمندرجة في سياق الديبلوماسية الدينية الملكية، تنويها كبيرا من طرف المراقبين للنشاط الدبلوماسي المغربي في علاقاته مع افريقيا، وخصوصا بلدان جنوب الصحراء، وانبعاثا قويا للبعد الديني والروحي في السياسة الخارجية للمملكة، المعروفة بإرثها التقليدي وثقل الرمزية الدينية وشرعيتها التاريخية.
وان كانت الدولة المغربية قد حافظت دائماً على حيوية العمق الروحي في توجيه علاقاتها الخارجية، وفاء لذاكرة المشتركة، بالنظر الى إمكانيات استثماره في بناء تحالفات سياسية واستراتيجية مع مجموعة من البلدان التي تستقي مرجعياتها الروحية الى حد بعيد من مراكز مذهبية وصوفية مغربية، هذه العلاقات اكتست في الآونة الأخيرة أبعادا جديدة هامة، في سياق عودة قوية الى عمق القارة التي تعاظمت رهاناتها الأمنية والسياسية وكذا الاقتصادية.
ولقد أبدى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله منذ توليه العرش اهتماما خاصا بترميم وتقوية الجسور مع بلدان افريقيا جنوب الصحراء وإفريقيا الغربية، في جملة من المجالات الإنمائية، والملاحظ أن هذا التوجه تعاظم واتسع تزامناً مع تنامي الأخطار الأمنية وظهور خلايا متطرفة.
هذا و تأتي هاته المبادرة لبعث الأهداف السامية والرسائل الخالدة للأديان، والعمل على تجفيف المنابع المذهبية والفكرية للظاهرة الإرهابية والتطرف الديني عموما، الذي يمكن أن يشكل تهديدا قادما من رمال الصحراء الافريقية المتحركة، ليس فقط للمغرب مباشرة، بل للدول الحليفة التي تشكل خلفية استراتيجية للمملكة.
وفضلا عن تعزيز برامج وفعاليات دعم الطوائف الدينية والصوفية التي تنهل من مرجعيات الاسلام المالكي والتراث الصوفي السني في المغرب الأقصى، انخرطت المملكة بقيادة الملك محمد السادس نصره الله في برامج موسعة لتصدير تجربة إصلاح الحقل الديني التي انطلقت في المغرب اثر هجمات الدار البيضاء عام 2003.
وتجسدت هذه الرؤية حين دشن العاهل المغربي معهدا لتكوين الأئمة والمرشدين الدينيين، يرمي الى تخريج نخب دعوية وفقهية وارشادية، مغربية وأجنبية، متشبعة بالفكر الوسطي المنافي للتطرف العقائدي الذي يفرخ شبابا مرشحا للتورط في شبكات الارهاب المادي.