بعد أن اقتنص الدرون المغربي سيارتين مسلحتين تابعتين للمرتزقة داخل الحزام الأمني، وقتل اثنين من المسلحين بعين المكان، وأصاب ثلاثة آخرين، كتب ‘مصطفى سلمى’ وهو صحراوي ناشط حقوقي، كما يقدم نفسه، متوجها بكلامه إلى قيادة المرتزقة، مؤكدا أنها لا تتردد في الدفع بالأطفال القصر إلى محاولة اقتحام الجدار العازل، وبالتالي الإنتحار تحت نيران قصف الدرون المغربية.
(أتمنى من غالي قبل أن يأوي إلى فراشه أن ينظر في وجه هذا الطفل البريء و يحفظ تقاسيم وجهه الطفولي، فهو حتما سيلقاه يوم تجتمع الخصوم.
فلم يكن هذا الطفل أول ضحايا حرب غالي الخاسرة التي أعلن على الصحراويين منذ أزيد من ثلاثة عشر شهرا. و لن يكون الأخير ما دامت قيادة البوليساريو لا تفكر في غير عروش القش الزائفة التي تتربع عليها في جمهورية لخيام المشيدة في حمادة تيندوف.
غالي الذي عجز عن الوفاء بوعده لسكان المخيمات بمحاربة عدوهم الحقيقي ( الفساد و “اتهنتيت” ) الذي يعشعش بينهم، ركب سنة من سبقوه من بائعي الوهم للفت أنظار صحراويي المخيمات عن فشالات و إخفاقات إدارته. فدفع بشيبهم و شبابهم و صبيانهم إلى الإنتحار أمام أسوار الحزام الدفاعي المغربي الذي عجز هو و جيله عن تحطيمه في زمن كانت البوليساريو تتلقى فيه الدعم من كل مكان، لدرجة أن تسليحها كان يتفوق على تسليح المغرب.
وإن كانت الأعمار بيد الله و “مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ”. لكن دماء هذا الطفل البريء ستبقى في عنق من زج به و بأمثاله في حرب لا ناقة لهم فيها و لا جمل الى يوم التلاق.
رحم الله هذا الطفل البريء و كل من قضوا في حروب الظالمين.)