المكتب التنفيذي
قراءة في الخطاب الملكي السامي، ليومه السبت 06 نوفمبر 2021
“خطاب السيادة والأسياد.. بكل المقاييس والأبعاد”
والشعب المغربي قاطبة، يخلد ذكرى المسيرة الخضراء، محتفلا بهذه المناسبة الغراء، ومستحضرا عبقرية الحسن العصماء، تعود به الذاكرة إلى سنة 1975، تاريخ انطلاق ملاحم التحرير، واستكمال الوحدة الترابية، وقطع خطوات عملاقة على درب النماء والتقدم، وفتح أواش كبيرة في شتى المجالات والميادين، على امتداد ربوع الوطن، بما في ذلك أقاليمنا الجنوبية الغالية.. وعلى امتداد 46 سنة خلت؛ مَن مِنا مَن عايش تلك اللحظات الخالدة، لا يتذكر كلمات الملك العبقري، مهندس المسيرة الخضراء، المرحوم الحسن الثاني، طيب الله ثراه، وثرى شهداء الوطن الأبرار؟؟؟.. كلمات ـ قال فيما قال فيها، بتاريخ 16 أكتوبر 1975 ـ بملامح صرامة، وجدية عارمة، ونبرات صوت قوية ناعمة: “علينا أن نقوم بمسيرة خضراء من شمال المغرب إلى جنوبه ومن شرق المغرب إلى غربه علينا شعبي العزيز أن نقوم كرجل واحد بنظام وانتظام، لنلتحق بالصحراء ونصل الرحم مع إخواننا في الصحراء”..
وتمضي السنون والأعوام، وذكريات تلك الملحمة التاريخية العظمى، بأغانيها الوطنية الحماسية والعفوية، وبمتطوعاتها ومتطوعيها الـ 350 ألف، تزداد رسوخا وتجذرا في ذاكرة شعب لبى نداء الملك والوطن، وحمل الأعلام والمصاحف، وتحرك بشكل سلمي، وبصدور عارية، مستعدا للتضحية بالروح من أجل تحرير الوطن؛
46 سنة من البناء والنماء؛ 46 سنة من الإعمار والإبهار؛ 46 سنة من السير قدما بخطى ثابتة واثقة؛ 46 سنة من الأوراش الكبرى والمشاريع العملاقة..
46 سنة كذلك من الغيظ والحسد، والمكائد، والدسائس، وحقد كابرانات الجارة الشرقية..
و46 سنة من الانتصارات الديبلوماسية للمملكة الشريفة، واعترافات دولية تتقاطر على الرباط، وعشرات القنصليات، ترى النور بكل من عيون الساقية الحمراء والداخلة..
46 سنة من الهزائم المتتالية، والخيبات المسترسلة، لأعداء وحدتنا الترابية..
46 سنة والمملكة المغربية تغدق العطاء في دروس الحكمة والتبصر للجميع، فهل من معتبر؟
واليوم، ها هو ملك المغرب يلقن الجميع أعداء وأشقاء، دروسا بليغة في مفهوم “السيادة”، ليرسم ويضع ويحدد شروط المملكة المغربية، في وجه كل شريك أراد التعامل معنا من الآن فصاعدا؛
فعلا خطاب اليوم، يؤرخ لمرحلة فارقة في تاريخ المغرب الحديث، وخطوة ديبلوماسية جريئة، تشكل ـ على مستوى العلاقات الدولية ـ قطيعة بين “مغرب ما قبل 06 نوفمبر 2021″، و”مغرب 06 نوفمبر 2021 وما بعده”؛ ويعطي دروسا صارمة وسَلِسَة ـ في ذات الوقت ـ تجسد حكمة ملك ذا نظر ثاقب، يعكسه ما تضمنه خطاب جلالته من الرسائل القوية، الموجهة إلى كل من يهمهم الأمر؛ نذكر من هذه الرسائل ما يلي، على لسان جلالته:
- من حقنا أن ننتظر من شركائنا، مواقف أكثر وضوحا؛
- المغرب يتفاوض من أجل حل سلمي، وليس على مغربية الصحراء؛
- نلح على ضرورة الالتزام بمرجعيات مجلس الأمن؛
- لدينا شركاء صادقون يستثمرون في الصحراء؛
- نقول لأصحاب المواقف الغامضة، بأن المغرب لن يُقدم على أي خطوة اقتصادية معهم، ما لم تشمل الصحراء المغربية؛
- الصحراء قضية كل المغاربة، وعلينا الدفاع عنها كل من موقعه؛
- نعبر لشعوبنا المغاربية الخمسة، عن متمنياتنا بالتقدم والازدهار في ظل الوحدة؛
وكلها رسائل واضحة ومفهومة، ولا تحتاج إلى جهد كبير لإدراك معانيها، أو تفسير أو تأويل.. أو معرفة حتى الجهة الموجهة إليها؛
والمنتدى الوطني لحقوق الإنسان، بكل مكوناته،
وهو يسجل بمداد من الفخر والاعتزاز، ما جاء في الخطاب الملكي السامي ليومه السبت 06 أكتوبر 2021، بمناسبة تخليد الذكرى السادسة والأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة:
1/ يسجل بكل تلقائية، تبنيه المطلق وللا مشروط لمضامين الخطاب الملكي السامي؛
2/ يعتبر هذا الخطاب ثورة حقيقية في المجال الديبلوماسي، وشرحا دقيقا وواقعيا، لمبدأ “السيادة الوطنية”، على مستوى القانون الدولي؛
3/ يتشبث بكل ما جاء في بياناتنا الوطنية، السابقة:
ــ بيان استنكاري/تنديدي “إلا رموز الوحدة الوطنية.. !” الصادر بتاريخ 27 أكتوبر 2019؛
ــ بيان استنكاري/تنديدي “لن نسمح ولو قيد أنملة، بالتطاول ولو على ظل زمر واحد، من رموز وحدتنا الوطنية”، الصادر بتاريخ 19 أبريل 2020؛
ــ بلاغ إلى الرأي العام الوطني.. وإلى كل من يهمهم الأمر “النصر والعزة والتمكين، لقواتنا الملكية المسلحة.. والهزيمة والمذلة والخزي لأعداء وحدتنا الترابية”، الصادر بتاريخ 16 نوفمبر 2020؛
ــ بيان الفخر والاعتزاز “حكمة ملك.. ووطنية يهود مغاربة.. ومرسوم رئاسي أمريكي تاريخي”، الصادر بتاريخ 17 دجنبر 2020؛
ــ بيان استنكاري/تنديدي، “مَلَكيتنا عزنا وفخرنا.. ورمز وحدتنا”، الصادر بتاريخ 14 فبراير 2021؛
ــ بيان تعلمِ وضبط أبجديات ومرتكزات التأدب، في مخاطبة الملوك الشرفاء، من غير جحود أو تعصب، “عبقرية ملك حكيم قائد.. وتعنث نظام عسكري جاحد”، الصادرة بتاريخ 03 غشت 2021؛
4/ يؤمن بأن المستقبل واعد أمامنا، وأنه لا وجود للعدميين بيننا: فمغربنا يعرف أوراشا كبرى، وعلينا أن نثق في قدراتنا على إنجاح ثورة ثلاثية الأبعاد: ثورة في التبسيط، وثورة في النجاعة، وثورة في التخليق، في إطار من الاجتهاد، والابتكار، والتدبير.. تحت راية حمراء، تتوسطها نجمة خماسية خضراء، واثقين تمام الثقة أن ”مغرب 06 نوفمبر 2021، وما بعده”، لا يمكن أن يكون بأي حال من الأحوال ”مغرب ما قبل 06 نوفمبر 2021″؛
5/ يثمن ويبارك، ويفتخر، أيما افتخار بالدبلوماسية الملكية، متمثلة في الدور الحكيم والمتميز، بأبعاده الاستشرافية ورؤيته الثاقبة، الذي لعبه صاحب الجلالة، على امتداد المفوضات المغربية الأمريكية لسنوات، والتي انتهت بصدور ـ إن لم نقل باستصدارـ “مرسوم رئاسي أمريكي تاريخي” ـ من جميل الصدف، أنه رأى النور يوم احتفال المنتظم الدولي باليوم العالمي لحقوق الإنسان ـ يقضي فيما يقضي به، باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية لأول مرة في تاريخها، بسيادة المملكة المغربية، على كافة أقاليمنا الجنوبية العزيزة، مع إعادة تأكيد دعمها لمقترح المغرب الجاد، والموثوق والواقعي للحكم الذاتي، كأساس وحيد لحل عادل ودائم للنزاع.. وهو ما يتماشى وأدبيات المنتدى الوطني لحقوق الإنسان، وقانونه الأساسي؛
6/ يقول لأعداء وحدتنا الترابية، سواء كابرانات الجارة الشرقية، أن المغرب في صحرائه، والصحراء في مغربها.. وأن معزوفة “تقرير المصير”، معزوفة نجاز.. وأن القناع قد سقط.. وأن المجتمع الدولي مع الطرح المغربي.. وأن مناوراتكم الفاشلة للمس بقضيتنا الوطنية الأولى، لا ولم ولن تزيدنا، سوى تشبثا بوحدتنا الوطنية، والتحاما حول ملكنا، وأن ـ وهذا هو الأهم ـ حكمة صاحب الجلالة، والديبلوماسية الملكية، قد حققتا في وقت وجيز، انتصارات كبيرة، أربكت حسابات كل أعداء وحدتنا الترابية.. وأن شمس الحقيقة، قد كشفت ـ أمام المنتظم الدولي ـ عورات أعداء وحدتنا الترابية؛
7/ يناشد كل القوى الحية ببلادنا، إلى التكتل والتواصل والتلاحم ــ خاصة في هذه الفترة الفارقة، التي تعيشها قضيتنا الوطنية الأولى، أمام التحريض العلني التلفزي”لإعلام الكابرانات المأجور”، على تنفيد عمليات إرهابية، ببلدنا الآمن..
لكن هيهات، ثم هيهات من أن ينال الأعداء والخونة، ما يدعون إليه !!!
8/ يحيي تحية حقوقية كونية عالية وخاصة، كل حماة الوطن، المرابطين على الحدود ليلا ونهارا، مرددا “النصر والعزة والتمكين، لقواتنا الملكية المسلحة.. والهزيمة والمذلة والخزي لأعداء وحدتنا الترابية”؛
9/ يعبر عن استعداده اللا مشروط، للاستمرار منخرطا بلا شروط في مسيرة النماء والبناء، التي يعرفها بلدنا العزيز، تحت القيادة الرشيدة لمولانا المنصور بالله؛
خريبكة في: 06 نوفمبر 2021
عن المكتب التنفيذي
رئيس المنتدى الوطني لحقوق الإنسان
د. محمد أنين