بقلم: محسن الأكرمين
تتكرر سنّة الاحتفال بيوم المدرس كل سنة ميلادية، عبر توزيع تغذية راجعة فضفاضة من كلمات، وموصولة برسائل الشكر والافتخار والتقدير عند كل خامس من شهر أكتوبر. قد يعيش المدرس يوما مليحا من دغدغة المشاعر، حتى و لو بالتقسيط المريح، وبلا تقارب جسدي. قد يتم توفير شواهد الشكر الموصول، باعتباره من صناع حلم المستقبل ومهندسي بناء الفكر، و تجديد القيم، و تأصيل الوعي، و حماية الوطن والمواطنة، إنها قيمة الاحتفال، فما أسوأ التكريم !!!
فما أجمل ! أن يكون الخطاب إيجابيا بالتمام والكمال وطيلة عمر المدرس المهني، أن يكون سليما في المعاملة وتحقيق الكرامة طيلة مسارات المدرس(ات) التدرجية، وقبل التشطيب عند التقاعد الطوعي أو النهائي بحد السن.
ما أجمل! أن تكون للمدرس (ات) قيمة معيارية بلا يوم ضيق، تحتسي فيه مكونات المؤسسات المدرسية مرارة نكوص العمر، ونخب الكلمات الفضفاضة من تحت الكمامة. ما أجمل! إحياء يوم للعدالة والكرامة وتوقيع الحقوق بلا منازع، ولا مطالب مستطيلة بالتسويف بعد اتفاق شهر أبريل الكاذب. ما أجمل! إحياء يوم بلا احتفالات مفبركة بالبهرجة، وتسويق القيمة المضافة لضريبة العلم والتعلم بشهادة تقديرية يتيمة، ما أجمل! إحياء يوم بلا خطب رنانة، ينقضي مفعولها قبل سماع خطابتها، وقراءة نهايتها.
قد نكذب، إن قلنا المدرس(ات) يعيش الاطمئنان وحياة رغدة داخل الفضاء المدرسي وخارجه،. قد نكذب، لزوما إن قلنا أن حلم الغد المتغير بعودة الأنفة للمدرسة العمومية وللمدرس بالمذكر والمؤنث آت بقرارات فوقية، و منصات موسيقى احتفالية موسمية.
قد نكذب، إن فحصنا الوعود الوردية، فلا نجد من ورد ندي حقيقي لمعادلة الإنصاف والتكريم. قد نكذب، إن قلنا أن كل القضايا العالقة مع الوزارة والدولة قد حلت بأريحية التامة، و بإرضائية مريحة لفئات المدرسين والمدرسات، ولم يبق للمدرسة العمومية غير البسمة والتعبئة، والعمل الأدق بالجودة والحكامة.
قد نكون من الكاذبين، والمدرس(ات) من الصادقين، إن كان هذا اليوم يسعدهم (ن) ويفرحهم (ن) مثل باقي الأعياد التي نسمع عنها أنها تحمل حلول الترقيات والدعم المعنوي والمادي وتسوية الملفات العالقة بلا تسويف ومماطلة، و تدعيم الخدمات الاجتماعية بلا ممانعة ولا بؤس إداري…
عيدكم (ن) أبرك بالصحة والعطاءات ووقفة مني لكم (ن) مستوفية قبلة يد لمن علمني حرفا….