وجه المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، يوم أمس الاثنين، ضربة جديدة للإرهاب الذي يتحرك فوق التراب المغربي، من خلال تفكيك خلية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، تضم ثلاث أشخاص متشبعين بالفكر الإرهابي، ويخططون لتنفيذ هجمات ذات طابع إرهابي تستهدف سلامة وأمن الأبرياء.
الخلية التي تنشط بمدينة الراشيدية، وتم توقيف عناصرها بتعاون مع مصالح المديرية العامة للأمن الوطني، سقطت في أيدي قوة خاصة، تولت توقيف أميرها المزعوم، قبل توقيف شركائه الآخرين، حيث كشفت الأبحاث والتحريات الموازية عن حجز معدات ووسائل كبيرة تضم أجهزة إلكترونية وخرائط وكتابات تمجد الإرهاب.
توقيف هذه الخلية، يكتسي أهمية خاصة، لا سيما وأن المغرب يعيش ظروفا استثنائية، بفعل تداعيات جائحة كورونا، كما أنه خرج منذ أيام من اختبار تنظيم انتخابات ناجحة، عكست التزام المملكة بالمسار الديمقراطي، وهي استحقاقات لها كلفتها من الناحية الأمنية، لكن ذلك لم يمنع من التركيز على عملية من هذا النوع، مما يحسب لأجهزة المخابرات المغربية التي أثبت جاهزية عناصرها في كل الظروف والسياقات.
توقيف خلية خراسان بالراشيدية له دلالاته من حيث تمدد الخطر الإرهابي، الذي يحاول أن يبتعد عن المحاور والمراكز الحضرية الكبرى كشكل من أشكال المناورة، والتمويه لتنويم أجهزة الأمن، قبل الوصول إلى تحقيق الهدف المنشود، وهو تنفيذ التهديدات الإرهابية التي تسعى لإيقاعها هذه الخلايا.
هذه العملية التي تعزز الرصيد المهني المتميز لأجهزة المخابرات المغربية، وتأكيد لاعتماد المغرب لخطة اليقظة الأمنية في مواجهة كل التهديدات الإرهابية التي تتربص بالمملكة، كما يمثل تفكيك خلية خراسان، تعزيز للمكانة المتميزة والسمعة الدولية لأجهزة المخابرات المغربية التي اكتسبتها بفضل هذا النوع من التدخلات الاستباقية.