بلاغ صحفي:
حصيلة السنة الثانية من تنزيل البرنامج الوطني للتربية الدامجة لفائدة الأطفال في وضعية إعاقة
والاحتفاء بالتلاميذ الحاصلين على أعلى المعدلات في امتحان البكالوريا
السبت 26 يونيو 2021، الرباط، ترأس السيد سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، بمعية السيدة جميلة المصلي، وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة والسيد إدريس أعويشة، الوزير المنتدب المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي وبحضور ممثلة اليونيسف بالمغرب وممثلة “منظمة إعافة دولية” بالمغرب، أشغال اللقاء الوطني لتقديم حصيلة السنة الثانية من تنزيل البرنامج الوطني للتربية الدامجة لفائدة الأطفال في وضعية إعاقة، ومخطط العمل 2023-2021.
وتحرص الوزارة على تفعيل هذا البرنامج، بتعاون مع المؤسسات والهيئات وجمعيات المجتمع المدني التي تشتغل في مجال الإعاقة، وذلك منذ إعطاء انطلاقته الرسمية بتاريخ 26 يونيو2019، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تحت شعار: “لن نترك أي طفل خلفنا”، حيث عملت على ترجمة التوجيهات السامية إلى واقع ملموس من خلال تنفيذ المخطط الحكومي 2021-2017 وتنزيل البرنامج الوطني للتربية الدامجة لفائدة الأطفال في وضعية إعاقة، وكذا المشروع 4 “تمكين الأطفال في وضعية إعاقة أو وضعيات خاصة من التمدرس”، ضمن حافظة مشاريع تنزيل أحكام القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي.
ويشكل هذا اللقاء الوطني محطة هامة في سيرورة الإصلاح التربوي للتأكيد على أهمية مواصلة العمل من أجل إعمال حق التمدرس للأشخاص في وضعية إعاقة، والوقوف على ما تحقق من مكتسبات لترصيدها واستشراف آفاق التطوير. كما يشكل مناسبة سانحة لتذكير صناع القرار والرأي العام بحاجة هذه الفئة من مجتمعنا إلى إيلائها الاهتمام والعناية الخاصة.
وبذلت الوزارة بقطاعاتها الثلاثة مجهودات كبيرة مع شركائها من أجل إرساء حق هؤلاء الأطفال في تعليم دامج على المستوى المؤسساتي والحكامة، وكذا على مستوى العرض التربوي والنموذج البيداغوجي يراعي احتياجاتهم وتحسين ظروف اندماجهم في المحيط المدرسي، يعكسها تطور عدد التلاميذ في وضعية إعاقة الذين يتابعون دراستهم بالمؤسسات التعليمية المصنفة دامجة والذي يبلغ حوالي 93 ألف تلميذة وتلميذ، وكذا ارتفاع عدد قاعات الموارد للتأهيل والدعم الذي وصل إلى 1868 قاعة، يستفيد من خدماتها حوالي 12000 آلاف تلميذة وتلميذ، تشكل نسبة الإناث %40.
كما مكنت الجهود المبذولة من تحويل حوالي %30 من المؤسسات التعليمية للسلك للتعليم العمومي إلى مؤسسات تعليمية دامجة، وتتطلع الوزارة، من خلال هذا البرنامج، أن تبلغ تغطيتها، في غضون الموسم الدراسي 2028-2027 نسبة 100%.
ويبلغ عدد المدرسين والمدرسات الذين يشرفون على قاعات الموارد للتأهيل والدعم 1200 أستاذ(ة) وما يفوق 5450 إطارا طبيا وشبه طبي وتربوي مرخص لهم لمواكبة تأهيل ودعم هذه الفئة بالمؤسسات التعليمية. كما يستفيد من خدمات “تيسير” في إطار الدعم الاجتماعي ما يناهز 3 ألاف و591 طفلا وطفلة، علاوة على ذلك، فقد استفاد ما مجموعه 659 طفلا وطفلة من إعادة التمدرس في إطار مدارس الفرصة الثانية. وبلغ عدد المستفيدين من تكييف الامتحانات الإشهادية على المستوى الوطني وبجميع الأسلاك التعليمية 3151 مستفيدة ومستفيد، إلى جانب استفادة 618 مترشحة ومترشح من تكييف امتحان الباكالوريا وظروف اجتيازه خلال دورة يونيو 2021 بنسبة نجاح بلغت 70 %، همت تكييف المضامين وتكييف زمن الامتحان، شخص مرافق يصاحب من يجتاز الامتحان وتكييف التصحيح.
وعلى مستوى النموذج البيداغوجي تم إعداد إطار مرجعي جديد للتربية الدامجة للأطفال في وضعية إعاقة، بدعم تقني من منظمة “اليونيسف”، وتضمين الإطار المنهاجي للتعليم الأولي مرجعية للكفايات الخاصة بالأطفال في وضعية إعاقة، وكذا وضع عدة للتكوين الأساس بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين موجهة إلى الأطر الإدارية والتربوية و أطر الدعم التربوي، بالإضافة إلى تنزيل مجزوءة التكوين المستمر وتكييف مواضيع الامتحانات الإشهادية على مستوى الأسلاك التعليمية الثلاثة، وظروف الإجراء والتصحيح لفائدة التلاميذ في وضعية إعاقة.
وواصلت الوزارة مجهوداتها باتخاذ مجموعة من الإجراءات والتدابير للارتقاء بالتربية الدامجة لهذه الفئة من الأطفال، كالتتبع الفردي والبيداغوجي للطفل في وضعية إعاقة وتطوير برمجية معلوماتية لتحسين القراءة لدى الأطفال الصم في سن مبكرة والمساعدة على إنتاج معينات وأدوات تعليمية بلغة الإشارة، وتعمل حاليا على تسجيل دروس جميع مواد السلك الابتدائي بلغة الإشارة، ووضعها على البوابة التعليمية telmidtice.ma، بعد بثها على القناة التلفزية المخصصة للدراسة عن بعد. كما تمت ملاءمة وتكييف كراسات الدعم والتعلم خلال فترة الحجر الصحي مع خصوصيات أنواع الإعاقات الستة المعنية بالتمدرس، فضلا عن إصدار دفتر مساطر تكييف المراقبة المستمرة والامتحانات الإشهادية، وتهييئ مشروع إطار مرجعي وطني من أجل ملاءمة نظام التوجيه المدرسي والمهني.
ومن أجل الإشراف على هذا البرنامج المُهَيكل، عملت الوزارة على إحداث قسم بمديرية المناهج خاص بالتربية الدامجة، ومصالح بالأكاديميات الجهوية ومكاتب بالمديريات الإقليمية مكلفة بالتربية الدامجة، وإصدار مقرر وزاري يؤطر جميع التدابير الرامية إلى تفعيل هذا البرنامج والارتقاء به من أجل “مدرسة وجامعة ومؤسسات للتكوين المهني دامجة وولوجة”.
وعلى مستوى الحكامة يتم تقوية الإطار القانوني لدمج الأطفال في وضعية إعاقة وتطوير الشراكات الداعمة للتربية الدامجة مع القطاعات الحكومية المعنية بالإعاقة والهيئات والجمعيات الموضوعاتية، فضلا عن التعبئة المجتمعية من خلال تحسيس وتعبئة مختلف المتدخلين والشركاء.
وقد كان هذا اللقاء مناسبة للاحتفاء بالتلميذات والتلاميذ في وضعية إعاقة الحاصلين على أعلى المعدلات العامة وطنيا وجهويا في الامتحان الوطني لنيل شهادة البكالوريا – دبورة 2021، حيث بلغ أعلى معدل عام وطني في التعليم العمومي 17,22 بشعبة الآداب والعلوم الإنسانية وذلك بالمديرية الإقليمية “تنغير” التابعة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة درعة تافيلالت وقدحصلت عليه التلميذة زكية محمدي.
للإشارة حضرهذا اللقاء حضوريا أو عبر تقنية المناظرة المرئية المديرات والمديرون المركزيون والجهويون والإقليميون للوزارة ومدير المركز الوطني محمد السادس للمعاقين ومممثلو عدة جمعيات شريكة فاعلة في مجال الإعاقة.