عبد المجيد تبون.. الوظيفة الحالية : مكلف برئاسة الجمهورية الجزائرية الوظيفة بعد الدوام : الناطق الرسمي باسم جبهة البوليساريو

عبد المجيد تبون
الوظيفة الحالية : مكلف برئاسة الجمهورية الجزائرية
الوظيفة بعد الدوام : الناطق الرسمي باسم جبهة البوليساريو

الكل يعلم أن عبد المجيد تبون ، قد جيء به من طرف النظام الجزائري ، واختير ليشغل منصب رئيس الجزائر ، ويكون الواجهة للحكم الذي يديره العسكر من وراء الستار ، أما تبون فلا يهش ولا ينش، وكل ما يطلب منه هو الحضور وقت الحاجة ، والتوقيع وقت اللزوم .
بغض النظر عن الشأن الداخلي الذي يعج بالأمثلة الدالة على شغله لمنصب الرئاسة صوريا ، وبأنه مجرد يافطة لا أقل ولا أكثر ، لكن في مناسبتين بارزتين كان الأمر أوضح من الوضوح لمن يشككون ويكذبون :
الأولى : حين جيء به من ألمانيا وهو لا يزال مريضا مخافة أن تسقط رئاسته دستوريا بسبب طول مدة العلاج التي تقتضي إعلان منصبه شاغرا ، والدخول في متاهة اختيار رئيس جديد .
الثانية : خلال زيارته ابراهيم غالي رفقة الفريق شنقريحة، في لحظة سهو خاطب تبون غالي مشيدا بما سماه امتثال ابراهيم غالي للعدالة الاسبانية ، فقال : ” أنا اللي اعجبني …” فتدارك الأمر ، فقال : ” وأعجب كذلك السيد الفريق …” ، فعرف قدره واحترم الحاكم الفعلي ، ولو كان فعلا رئيسا حقيقيا ، لما التفت إليه واكتفى بالحديث عن نفسه فهو الرئيس ويمثل الدولة وللشعب ، ولكن في الجزائر ، تبون تابع ووجه لرئاسة أخرى .

الوظيفة بعد الدوام :

الرئيس تبون ، لا يمارس صلاحيات الرئيس ولا يقرر ولا يخطط ولا يتحكم في شيء، ولذلك يعاني من بطالة في الخفاء، مهمته لبس زي رسمي أنيق ، وركوب سيارة فارهة والتنقل بين الأماكن المحددة له ، وتنفيذ البرنامج المحدد بعناية، والذي لا يد له فيه.
أصيب الرجل بالاحباط، وبالفراغ القاتل ، وأراد أن يقوم بعمل خارج أوقات الدوام ، فطلب من السادة الإذن ، فوافقوا شرط أن لا يكون عملا أو حرفة تمس من قداسة منصبه السامي كرئيس للبلاد.
حاول الرئيس القيام بالكثير من الأعمال ، فكانت ترفض لأسباب الرمزية والمكانة وهيبة الدولة وما شابه، الى أن عثر على مهمة تناسب الرئيس ، وتشغل الفراغ الذي يعانيه.

فشل دبلوماسية البوليساريو :

صادف بحث الرئيس الجزائري عن عمل يقوم به، حدوث ورطة كبيرة للنظام العسكري الجزائري، وهو أن جبهة البوليساريو لم تكن في مستوى التطلعات، ورغم ما بذله النظام الجزائري من مجهود لم يستطع أن يدفع الجبهة لتحقيق ما يريد .
أعلنت الحرب من جهة واحدة، وفشلت قيادة البوليساريو في تجسيدها وتحقيق أي نصر ولو ضئيل ، واستمرت في نشر البيانات الكاذبة العديمة الجدوى ، فقرر النظام الجزائري دعمها إعلاميا ، ومحاولة فك الحصار عنها .
حاولت القيادة تحقيق انتصارات دبلوماسية، والرجوع للمربع الأول على الأقل ، وفي مرحلة سابقة إقناع العالم بوجود حرب ففشلت ، وتبخرت جهودها الدبلوماسية ، فانكسرت وخابت.
قتل قياديون وأصيب مقاتلون ، ومرض معظم القيادة ، ونقل زعيم البوليساريو الى اسبانيا للعلاج ، وبقيت جبهة البوليساريو بلا رأس ، وتصارعت القيادات على المناصب ، وتعطلت أركان الدولة الوهم ، فاضطرت الجزائر الى الظهور العلني وإدارة المخيمات بما في ذلك مؤسسات جبهة البوليساريو .
النظام الجزائري يقود جبهة البوليساريو بشكل علني :
مع الفشل المتنامي لشركة البوليساريو ، خرج النظام الجزائري ليدير شركته بنفسه ، ويحاول ضبط الأمور قبل انفلاتها ، فوجه الدولة الجزائرية ومؤسساتها لخدمة وإنقاذ الشركة المفلسة ، فتحركت الأطر والأموال والعلاقات على مختلف الأصعدة ، وبذلت الجزائر بشكل علني وواضح ما تيسر لها لعلاج ما يمكن علاجه.

تبون والمشاركة في إنقاذ جبهة البوليساريو :

في خضم التحركات الجزائرية على مختلف الأصعدة، لإنقاذ البوليساريو ، وجد النظام الجزائري وظيفة مناسبة للرئيس العاطل ، الذي فرح كل الفرح بالمهمة الجديدة التي ستخلصه من بعض الروتين القاسي ، فكلف بمهمة الخروج الاعلامي ، وتنظيم الحوارات الصحفية ، خدمة للنظام العسكري ، فكانت مهمته تنحصر في مسألتين : ضرب المغرب ، والتسويق لجبهة البوليساريو.
خرج الرئيس تبون للإعلام ، وكان سعيدا بذاك الخروج، فأصبح بين ليلة وضحاها ناطقا باسم جبهة البوليساريو ، والمدافع عنها ، والمتحدث عن معاناة اللاجئين الصحراويين ، الذين يقطنون فوق أراضي جزائرية هو نفسه رئيسها ، تكلم كمن لا يعنيه الأمر ، لأنه فعلا غير معني بالرئاسة ولا يمارسها الا في حدود ما يطلب منه.
ساكنة المخيمات والوجه الاعلامي الجديد ( تبون ) :
الصحراويون تفاجؤوا من الخرجات المتكررة للرئيس الجزائري، وكثرة اللقاءات الصحفية التي ينظمها ، والحديث عن عشرات اللقاءات الأخرى المبرمجة.
الكثيرون عابوا على قيادة البوليساريو فشلها وتقاعسها ، في حين خرج الرئيس الجزائري بنفسه يخدم الدبلوماسية “الصحراوية” ، ويحاول فك الحصار والتسويق لمشروع القيادة، وترك الرئيس أشغاله وهموم بلده ، وانشغالات شعبه ، وخرج للحديث في كل لقاءاته عن القضية الصحراوية .
يا سلام ، أي كرم هذا ، وأي نكران ذات ، هل هناك ملاك مثل عبد المجيد تبون ، يرأس دولة ، وينساها ليدافع عن لاجئين ويحن عليهم ، ويتكلم عن مآسيهم ، طيب هذا الرجل بالفعل .
استفيقوا هداكم الله .
دبلوماسية البوليساريو موقفة الى إشعار آخر ، بسبب غضبة من النظام الجزائري .
مشروع “الدولة الصحراوية ” مشروع جزائري، وحين فشل المسيرون خرج أصحاب المشروع بأنفسهم.
واللاجئون الصحراويون ، لاجئون على الأرض الجزائرية وليسوا في المريخ ، ومعاناتهم بسبب قوانين وحصار النظام الجزائري . ومن تمكن من الخروج منها فقد عاش عيشة الكرماء، والآلاف من العائدين الصحراويين انقلبت حياتهم للأحسن بمجرد قرارهم العودة الى أرض الوطن ، فمن يظلم الصحراويين يا ترى ، ومن يعيش على معاناتهم.
النظام الجزائري يستغل الصحراويين ، وحين يخرج رئيسه دفاعا عن جبهة البوليساريو فهو يخرج للدفاع عن مشروعه وأتباعه ، ومصالحه المعروفة بالمنطقة .
ومن هذا المنبر نطالب بتحقيق العدالة ، وتمكين الرئيس الجزائري من صلاحياته الدستورية، وأن يحكم الجزائر بما تمليه مصالح الجزائريين وليس النظام العسكري.
نتضامن مع الجزائريين الذين يستحقون رئيسا حرا مستقلا ، منتخبا، وليس مفروضا ، مسخرا لخدمة أجندة ومشاريع لا تعني الجزائريين في شيء.
كل التضامن .

منتدى_فورساتين

About محمد الفاسي