نظرة شخصية على ما يقع بالساحة النقابية لأطباء القطاع الخاص :
تم اليوم ، سابع يونيو 2021 تعميم بلاغ لبعض النقابات والتجمعات المهنية التي ألفت الحديث بإسم الجميع دون موجب حق .
البلاغ الذي لم يحمل أي تاريخ كما هو معمول به نقابيا على المستوى العالمي ، لم تتم صياغته باللغات الرسمية للبلد ، بل رُقن باللغة الفرنسية ، ربما لأنه لا يتوجه أساسا للممارسين المغاربة ، بل يخاطب صُلب المشكل الذي يحس به كاتبوه : المنافسون الأجانب .
ما يدعو للاستغراب هو أن البلاغ يتحدث عن اجتماع مع السيد وزير الصحة الموقر، يوم فاتح يونيو 2021 ، اجتماع دام لثلاث ساعات ، لكن من كتبه ، تجاهل أن الآلاف ممن يقول أنه يمثلهم ينتظرون ، فضرب الطم ، واختفى عن الساحة حتى رَشَقَتْ لسعادته ، وخرج علينا سبعة أيام بعد ذلك، ببلاغ غير مؤرخ ، يحمل توقيعات محملة عبر تقنية السكانير بكمية عجيبة من الهواية وعدم الإحترافية ، حيث يستطيع المتابع ملاحظة أن طابع إحدى التمثيليات النقابية الأسطورية…موضوع بطريقة مهينة تدعو للبكاء والنحيب على ما آلت له أمور تمثيلية مهنية كان يُقام لها ويُقعد !!!!
مضامين البلاغ تم حشوها في البداية بعشرات المواضيع التي تم التطرق لها خفّا زربا ، للوصول لصلب الموضوع الذي يؤرق بال الكاتب ومن يواليه….المنافسة الأجنبية.
ثم وثوان فقط بعد نشر البلاغ ، وبما أنه لم يبرد لكاتبه الغدائد…..تفتقت عبقرية الهيئات التي التي تقول أنها تمثل الجميع ، عن نشر رسالة للبرلمانيين ، تحمل التاريخ هاته المرة ،بغية تذكيرهم بالتغييرات التي يجب إدخالها على قانون الأطباء الأجانب ..
وهنا أطال الكاتب واستطال ، وظهرت عبقريته القانونية ، التي توحي بأنه(م) تشاور…. ALREADY…. مع مستشاريه القانونيين ، فوضعت المراسلة خطة الطريق ، التي لا يجب الخروج عنها حماية للصحة العامة وانتصارا لصحة المواطن وتجويدا للخدمات الصحية …..في مواجهة الخطر القادم من……….. الإطرونجي !!!
الملفت للنظر أن البلاغ غير المؤرخ والرسالة المؤرخة جائا في خضم احتقان كبير أبطاله بسطاء القوم من الأطباء العامين الخواص نتيجة رفضهم لمقدار المساهمة التي وافق عليها من أسر لكاتب البلاغ والرسالة للإستفادة من حقهم الدستوري في التغطية والصحية والتقاعد ، لكن علية القوم وهي تتحدث عن المعاناة التي عبرنا عنها ، ارتأت حشره في فقرة صغيرة باستعمال قاموس انتخابي : يجب أن….وسنعمل على…وإننا بصدد…ونحن نؤكد على ضرورة… وبقية التعبيرات الكتابية التي يعتقد كاتبوها أنها ستقنع القواعد!!!
كطبيب عام ممارس بالقطاع الخاص ، وبما أن لا هدف لي في التعارض مع التوجهات العامة للدولة ….فإنه من دواعي سروري الإعلام بأنه لا يزعجني في شيء أن يفتح بقربي أو بجانبي أو في نفس العمارة طبيب أجنبي أو محلي عيادته ….إن كان سيؤدي نفس ما أؤدي من واجبات اجتماعية وضريبية…هو رأيي الشخصي الذي أتحمل مسؤوليته…لمذا ؟
لأنني وأنا أدافع عن درهيمات قليلة ، فأنا أدافع عن مورد رزق أبنائي الهزيل أصلا ، وإن كان ناشروا البلاغ غير المؤرخ يعتبرون أن 2000 درهما شهريا للصندوق الوطني للضمان الإجتماعي ، هو لا شيء ، فإنهبالنسبة لي وللمئات من الأطباء الحاليين والمستقبليين ، مبلغ سيدفعني للاغلاق إن أضفته لبقية ما أؤدي.
شخصيا ، فتح الباب أمام الأطباء الأجانب أو أمام الكائنات الفضائية لممارسة المهنة بالقطاع الخاص وفق الشروط التي تنطبق علي ، هو أمر لا يضرني بل على العكس تماما ، هو أمر سيبين للمواطن المغربي القيمة الحقيقية للطبيب المغربي الذي لم ينفك يهاجمه منذ عقود.
أما أن يأتي اليوم من وافق قبل سنوات على فتح رأس مال قطاع الصحة لغير الأطباء ..للتباكي وتصوير البلاغات على أنها دفاع عن الصحة العمومية…فإني أنأى بشخصي عن الزج بإسمي في هاته المساومة….
ما يهمني الآن كطبيب عام ممارس بالقطاع الخاص ، هو ما لا يهم من يقول أنه يمثلني …
ما يهمني هو استفادتي ومعي الآلاف ، من حق نص عليه الدستور ، بنسبة مساهمة منطقية واقعية ، تضمن للجميع حقه في التغطية الصحية دون الدفع به إلى الإفلاس !!
أما القول بأن البلاغ غير المؤرخ ، أتى دفاعا عن حقوقي وحقوق المواطنين ، فهو التعريف الرسمي للضحك على الذقون.
همومي والمواطن البسيط غير همومكم ، لهذا فسأكررها كتابة :
من يقول أنه يمثلني ..لا يمثلني…بل لا يمثل إلا نفسه ومن هم في مستواه….النضالي.
هل سيكون على من وقع بإسمي ، أن يدفع للصندوق المساهمات مكاني ؟؟؟!!!
وعاش الطبيب العام بالقطاع الخاص…حرا …مناضلا …مكذبا للترهات.
حسام سالمي
طبيب عام مسحوق بالقطاع الخاص.
ملحوظة :
هي نظرة شخصية لا تلزم إلا كاتبها.