منشور للمندوبية العامة لإدارة السجون:
كلمة السيد محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، بمناسبة الحفل الافتتاحي للقافلة الوطنية للصحراء المغربية بالمؤسسات السجنية المنظمة من 31 ماي إلى 06 نونبر 2021 تحت شعار: “القضية الوطنية… انتماء واعتزاز”.
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
الحضـــور الكريم،
يطيب لي اللقاء معكم اليوم بهاته المدينة الأصيلة التي شكلت على مر التاريخ حصنا حصينا أمام الأطماع الاستعمارية وذلك لإعطاء الانطلاقة الرسمية للقافلة الوطنية للصحراء المغربية بالمؤسسات السجنية تحت شعار:” القضية الوطنية: انتماء واعتزاز” وتندرج هذه المبادرة في إطار تعزيز البرامج التأهيلية الموجهة لفائدة السجناء، وخاصة منها تلك التي ترتكز على تكريس القيم ضمن دعامات الاندماج في المجتمع، وكذا فسح المجال لأطر وموظفي السجون ونزلائها لتجديد التعبير عن تشبتهم بكل شبر من أرض هذا الوطن وعن تعلقهم الدائم بأهداب العرش العلوي المجيد، ضامن وحدة هذا الوطن واستقراره.
أيها الحضور الكريم،
إن الوطنية والتشبع بقيم المواطنة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تستثنى منها فئة المواطنين السجناء، فباعتبارهم مواطنين بمقتضى الدستور وبمقتضى العناية الخاصة التي يوليهم إياها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، فإن حقهم في الدفاع عن قضية الصحراء المغربية كقضية وطنية ذات أولوية قصوى حق مكفول لهم أيضا، ومن شأن ذلك تعزيز روح المواطنة لديهم والإسهام في تأهيلهم لإعادة الإدماج. وقد كرست المندوبية العامة هذه المقاربة ضمن برامجها وأنشطتها التأهيلية، وعلى سبيل المثال لا الحصر برنامج الجامعة في السجون الذي كان موضوع دورته الأولى ” المواطنة مدخل للإدماج”، فيما تمحورت دورته الأخيرة التي نظمت هذه السنة حول موضوع ” القيم المجتمعية وتأهيل النزلاء للإدماج”. إضافة الى ذلك، تقرر تخصيص العدد المقبل من مجلة “دفاتر السجين” التي تصدرها المندوبية العامة والتي ينشر فيها نزلاء المؤسسات السجنية إسهاماتهم الفكرية والإبداعية لموضوع “الروح الوطنية”.
أيها الحضـــور الكريم،
إن المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بمختلف فئات موظفيها وأطرها ونزلاء المؤسسات السجنية وانطلاقا من الــدور المنوط بها كمؤسسة أمنية تأهيلية وكصوت من أصوات المجتمع المغربي ومؤسساته وجزء لا يتجزأ من الإجماع الوطني وراء جلالة الملك نصره الله، واستحضارا لما تتطلبه الظرفية من تعبئة شاملة، تعلن بكل فخر واعتزاز عن تنظيم وانطلاق هاته القافلة الميمونة من السجن المحلي وجدة 2 في اتجاه السجن المحلي بالداخلة مرورا ب 18 مؤسسة سجنية بمختلف جهات المملكة، والتي ستنظم خلالها مجموعة من الأنشطة الثقافية، الفكرية والرياضية، إضافة إلى تنظيم سلسلة من اللقاءات والندوات حول موضوع الصحراء المغربية يؤطرها أساتذة وخبراء وفاعلون جمعويون وذلك بمختلف المؤسسات السجنية التي تندرج ضمن مسار القافلة. وستختتم بتنظيم حفل بالسجن المحلي بالداخلة، وذلك تزامنا مع احتفال الشعب المغربي بالذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة.
وسيتم تأطير هاته القافلة من طرف أكثر من 18 إطارا وموظفا من أطر وموظفي المندوبية العامة، فيما سيشارك فيها أكثر من 5000 نزيلا بمختلف فئاتهم العمرية. وستدعم هذه المبادرة الرمزية النجاحات التي حققتها المملكة في مختلف المحافل والمجالات.
بناتي وأبنائي موظفي المندوبية العامة،
بناتي وأبنائي نزلاء المؤسسات السجنية،
إن هاته اللحظة التي نجتمع فيها اليوم ستبقى دون شك موشومة وخالدة في أذهاننا وقلوبنا جميعا، مستحضرين خلالها نضال المغاربة ملكا وحكومة وشعبا للدفاع عن هذا الوطن والوقوف سدا منيعا أمام كل المحاولات اليائسة للنيل من وحدته.
هي فرصة لكم لتمدوا من خلالها جسورا أخرى نحو باقي المبادرات الوطنية من أجل الذود عن حمى الوطن بقوة الفكر والخطاب والإبداع، مساهمين بذلك في بناء صرح التضامن والوطنية.
الحضور الكريم،
لا يفوتني أن أعبر عن جزيل شكري للحضور الكريم من سلطات محلية وإدارية وأمنية وقضائية ومن منتخبين وعلماء على تفضلهم بمشاركتنا هذا اللقاء. كما أتوجه بالشكر للأساتذة المحاضرين الذين قبلوا الدعوة للمشاركة في إطار المائدة المستديرة المنظمة بهاته المناسبة حول موضوع: “المواطنة، بين الحقوق والواجبات”، والتي من شأنها أن تساهم كباقي الأنشطة المواكبة لفعاليات هاته القافلة في تشكيل فهم عميق لقيم المواطنة لدى النزلاء ولدينا جميعا.
كما لا يفوتني كذلك أن أتقدم بالشكر الجزيل لفعاليات المجتمع المدني وممثلي وسائل الإعلام الذين أبوا إلا أن يحضروا معنا هذا اليوم، والذين سيواكبون معنا مسار وأنشطة هاته القافلة على روح التعاون الدائم لديهم والتي ما فتئوا يزكونها. كما أنوه بكافة أطر المندوبية العامة الذين أبوا كعادتهم إلا أن يكونوا في الموعد جنودا مجندين في نصرة قضاياهم الوطنية.
الشكر موصول كذلك إلى بناتي وأبنائي النزيلات والنزلاء الحاضرين معنا ضمن فعاليات وأنشطة هذا الحدث الوطني والنزيلات والنزلاء الذين يتابعوننا مباشرة من خلال تقنية التناظر، أشكركم على تحليكم بقيم المواطنة والانضباط والحس الوطني.
وفقنا الله جميعا لما فيه خير بلادنا، وأبقى الله مولانا ذخرا وملاذا لهذه الأمة، وحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم، وحفظ ولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن وشد أزره بصنوه الأمير مولاي رشيد وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة، إنه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.