إسبانيا في مواجهة بلاغ وزارة الخارجية و التعاون الأخير شديد اللهجة و الواضح المعاني و الدقيق

بقلم: فهد البراق

إسبانيا في مواجهة بلاغ وزارة الخارجية و التعاون الأخير شديد اللهجة و الواضح المعاني و الدقيق في توصيف الحالة و ترتيب المسؤوليات نهجت سياسة الهروب إلى الأمام.
فردا على بلاغ وزارة الشؤون الخارجية المغربية شديد اللهجة، الذي لمح إلى إعادة تقييم الشراكة بين البلدين، قالت وزيرة الخارجية الإسبانية: “ليس لدينا ما نضيفه حتى الآن” بشأن إخطار المغرب حول أسباب استقبال زعيم البوليساريو على الأراضي الإسبانية.

وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزاليس لايا فضلت سياسة الهروب إلى الأمام بدل الحوار الجدي المسؤول و إتخاذ إجراءات أكثر ودية إتجاه الشريك المغربي بدل إنتهاج سياسة خارجية أصبحت تعادي المصالح العليا للأمن القومي المغربي بإستضافة زعيم ميليشيا البوليساريو إبراهيم غالي بجواز سفر و هوية مزورة.

في العمل السياسي هناك قاعدة تقول: يجب الا تبدو ضعيفا امام خصمك ولو بالهروب الى الامام بدلا من التراجع الى الخلف.

هذه القاعدة تقوم بها بعض الحركات السياسية الغير واضحة الرؤية كما تقوم بها بعض الدول الفاشلة في تدبير شؤونها الداخلية أو الخارجية ، فتختار طريق الهروب إلى الأمام حين يشكِّل مخرجًا ممتازًا للخلاص من حالة ميئوس منها، كما يفعل المحاصَر الذي ينتظر الموت حين يهاجم عدوه.

الهروب إلى الأمام يعني الفرار من تحمّل مسؤولياتنا وواجباتنا في اتجاه الإيحاء بأننا نقوم بعمل أكثر أهمية، أو في اتجاه مقاومة خطرٍ أشد، وقد يكون الهروب إلى الأمام وسيلة لاستدرار عطف الآخرين، أو الكيد لهم و الإلتفاف حول مطالبهم.

إسبانيا اليوم مطالبة بتوضيح السياسة الإسبانية إتجاه المغرب الذي إعتبرها المغرب تتخذ شكلا عدائيا.

إسبانيا اليوم مطالبة بتقديم مجرم الحرب إبراهيم غالي للمساءلة القانونية على جرائم إرتكبها فوق التراب الإسباني كالإغتصاب و الإحتجاز و التعذيب و جرائم حرب إرتكبها ضد مواطنين مغاربة في مخيمات تندوف و جرائم حرب ضد مواطنين إسبان في الصحراء المغربية.
بالإضافة لجريمة الهجرة السرية و تزوير محررات رسمية و إستخدامها للدخول للتراب الإسباني.
لا يمكن لإسبانيا غض الطرف على هذه المعطيات و الجرائم و السماح لإبراهيم غالي بمغادرة التراب الإسباني دون محاكمة .

حاليا الدستور الإسباني على المحك و النظام الديمقراطي الإسباني الذي إكتسب قوته من عدة إجراءات قامت بها إسبانيا بعد التخلص من النظام الديكتاتوري أهمها محاكمة الجلادين و جبر ضرر ضحايا مجرمي الحرب الأهلية الإسبانية و سنوات الرصاص بإسبانيا.

سمعة القضاء الإسباني مهددة و العدالة بإسبانيا مهددة بفقد مصداقيتها و إستقلاليتها.
سياسة الهروب للأمام تزيد من غموض الموقف الإسباني و تعطي إنطباع داخلي بإسبانيا و خارجي في محيطها الأوربي و الإقليمي بأن النظام الإسباني برمته متواطئ مع المخابرات الجزائرية و الميليشيا الإنفصالية في الإضرار بالمصالح العليا للمغرب و الأمن القومي المغربي.

About محمد الفاسي