بحسب قيادة البوليساريو ، فقد قتل ضابط كبير في الجيش الإنفصالي يُدعى “الداه البندير” بهجوم طائرة مسيرة مغربية بينما كان يقود هجومًا على الجيش الملكي. وسبب مقتل هذا الإنفصالي ارتباكًا في الرابوني وشللا لدى إعلام كابرانات فرنسا بالجزائر..
ولم يرغب أي مصدر مغربي في تأكيد هذه المعلومة. غير أن وكالة أنباء البوليساريو الرسمية خصصت أمس بضعة أسطر لـمن أسمته بالــ “شهيد” الداه البندير ، قبل أن تحذف البيان الصحفي.
فمن يكون الهالك “الداه البندير”؟
دربته الجزائر على قتل المغاربة ، وتخرج “البندير” من الأكاديمية العسكرية في شرشال (غرب الجزائر العاصمة) ، وهي مركز تكوين لضباط الجيش الجزائري ، وكذلك لقادة البوليساريو. وتثني المواقع الإنفصالية على الهالك وتقدمه على أنه أحد أفضل خبراء البوليساريو في الهندسة العسكرية.
وليلة مقتله، كانت مهمته هي إيجاد ثغرة في الجدار الدفاعي للقوات المسلحة الملكة، بما يسمح للعناصر المسلحة التابعة للمرتزقة باختراقه، إلا أن للمملكة عيونا ساهرة لا تنام، كشفت المخطط و تم تحييد الخطر بضربة جوية بواسطة طائرة مسيرة عن بعد يوم الثلاثاء 6 أبريل، ما أدى إلى مقتل الهالك وجرح عدد من العناصر المسلحة المرافقة له.
لم يكشف رسميا بعد عن موقع غارة الطائرة المسيرة بدون طيار، في الوقت الذي تحدثت فيه مصادر عديدة عن منطقة “تيفاريتي” بالمنطقة العازلة ، لكن برقية من وكالة فرانس برس تحدثت أيضا عن “توزكي في جنوب المغرب”.
وتقع هذه المنطقة شمال “أسا الزاك”ولوصول الجنود المرتزقة إلى هذه المنطقة عليهم المرور عبر التراب الجزائري خارج تيندوف. وإذا ثبتت صحة هذه المعلومات ، فستكون خطيرة بشكل خاص ، لأنها تعني أن الجزائر تسمح لجنود البوليساريو بدخول المغرب عبر الأراضي الجزائرية.
وفي قراءة للصحافة الجزائرية ، المقربة من النظام العسكري الحاكم، يلاحظ أن الذهول هو السائد، و أن الصدمة كانت عامة لديها.. فالطائرة بدون طيار المستخدمة، لتحييد خطر عناصر البوليزاريو وقتل الهالك البندير، سرعان ما تم تحديدها على أنها إسرائيلية. وسائل الإعلام الأخرى وجهت اتهامات صريحة بشأن هجوم للجنود الإسرائيليين وتسييرهم طائرة الدرون. وتوجيه أصابع الاتهام إلى إسرائيل بشكل مباشر وضمني يخفي دهشة الجنرالات الجزائريين من فعالية الضربة وطبيعة السلاح المستخدم.
وفي تصريح لمنبر إلعامي فرنكوفوني قال ضابط مغربي متقاعد ، طلب عدم ذكر اسمه أن “تدريب طياري الطائرات بدون طيار يستغرق عدة سنوات. لقد اختار المغرب التكنولوجيا والذكاء لفترة طويلة من أجل تحديث جيشه “. وأضاف: “أن البعض فوجئ بهذه الضربة ، فهذا لا يفاجئني. لأن هناك فرقًا كبيرًا بين جيش محترف ، صامت ، يهتم بالدفاع عن الحدود ، وجيش يصنع السياسة ويربط البرامج الإعلامية دون أن يأخذ بحسبانه مخاطر ردود أفعال الطرف الآخر”.
(إن المملكة المغربية ملتزمة بالسلام ، لكنها ستنتقم بحزم من كل الأطراف التي تحاول انتهاك حدودها).
هذا ما أوضحه الملك “محمد السادس” ل”أنطونيو جوتيريش” ، الأمين العام للأمم المتحدة ، خلال مكالمة هاتفية ، بعد تدخل القوات المسلحة الملكية يوم 13 نوفمبر 2021 ، في الكركارات لطرد عناصر من البوليساريو. وأكد جلالة الملك لـ”غوتيريش” التزام المغرب الدائم بوقف إطلاق النار. وأكد جلالة الملك للأمين العام ، بنفس القوة ، أن المملكة لا تزال مصممة بثبات على الرد ، بأقصى شدة وفي إطار الدفاع عن النفس ، ضد أي تهديد لأمنها وراحة البال لمواطنيها.