يرى المراقبون وخبراء الإقتصاد السياسي أن المملكة المتحدة، بعد مغادرتها الإتحاد الأوروبي، وبعد توجيه اهتمامها جنوبا صوب القارة الإفريقية، وانخراطها في شراكات اقتصادية مع المملكة المغربية، أصبحت شريكا محتملا لتنزيل فكرة الربط القاري بين المغرب وأوروبا الذي يطمح المغرب تحويلها إلى واقع، عبر مسار يربط مدينة طنجة بجبل طارق، وهو ما عادت وسائل الإعلام البريطانية والإسبانية إلى طرحه مؤخرا.
وبدأت المملكة المتحدة من جانبها في التحرك لتنزيل الفكرة، وهي من البدائل الإقتصادية لخروجها من الإتحاد الأوروبي.
وتسعى حكومة “بوريس جونسون” إلى إيجاد شركاء تجاريين على مستوى منطقة شمال إفريقيا، وهو ما ستسهله عملية الربط المباشر مع المغرب، بحكم أن المملكة المغربية سبق ووقعت، في أكتوبر من سنة 2019، اتفاقيات تجارية جديدة مع المملكة المتحدة، في إطار استعدادات لندن لـ”البريكست”، لتنمي الرباط بعد ذلك شراكتها الإقتصادية مع لندن خاصة في المجال الفلاحي والصناعي والطاقي.
وسبق لسفير المملكة المتحدة السابق في الرباط، توماس رايلي، أن كشف في حوار مع صحيفة “إل إسبانيول”، قبل انتهاء ولايته على رأس السفارة، عن وجود مجموعة من الفرص بين البلدين التي ينبغي اغتنامها، مُلمِّحا إلى إمكانية تنزيل فكرة الربط القاري بعبارة “جونسون (رئيس الوزراء البريطاني) يحب الجسور”، دون أن يخفي أن بريطانيا تطمح في أن يكون المغرب بوابتها نحو القارة الإفريقية.