يجب التفريق بين قطعة أرض صغيرة يستغلها مزارعون مغاربة تقع داخل التراب الجزائري و منطقة فجيج المغربية، لذلك حين يقول البعض إن فجيج ستقتطعها الجزائر من المغرب هو في الواقع إما جاهل أو يروج للكذب، لأن الجدل الدائر يخص أرضا صغيرة مجاورة للشريط الحدودي و ليس منطقة فجيج ، و بدل التفكير بالعواطف يجب استخدام العقل و اتباع المنطق بتفحص الوثائق الرسمية المتوفرة و الخرائط المرتبطة بها.
قطعة الأرض التي يدور الحديث بشأنها قرب مدينة فجيج وفق اتفاقية ترسيم الحدود بين المغرب و الجزائر التي صادقت عليها الأمم المتحدة تقع داخل التراب الجزائري، و كانت الجزائر تسمح للمزارعين المغاربة باستغلالها لوجودها في منطقة نائية لا يصلها إلا الجيش الجزائري.
ما جرى اليوم أن الجزائر بسبب تطورات قضية الصحراء و ما حققه المغرب من مكتسبات دبلوماسية و ما رافق ذلك من شحن شعبي عاطفي في الاتجاهين ، قررت عدم السماح للمزارعين المغاربة باستغلال الواحة الصغيرة، و إنهاء دخولهم إليها، و حين جاء جنود للحديث إليهم تم ذلك في هذه القطعة الأرضية داخل التراب الجزائري و ليس داخل التراب المغربي.
حتى المزارعين المغاربة الذين خرجوا في مسيرة في فجيج، تحدثوا بشكل واضح، وقالوا “كنا من ثلاثين عاما ندخل إلى تلك الأرض لزراعتها و الجزائر تسمح لنا و المغرب لا يمنعنا”، و طالبوا بتعويض مالي مقابل توقفهم عن زراعة الأرض الصغيرة.
قد يقول بعض المغاربة إن هذه الأراضي تاريخيا كانت مغربية، هذا صحيح، الجميع يعلم و الأرشيف الفرنسي شاهد على ذلك، أن فرنسا اقتطعت من المغرب كثير من أراضيه الشرقية و ضمتها إلى الجزائر خلال فترة الإستعمار حين كانت الجزائر مقاطعة فرنسية خاصة حين اكتشف الفرنسيون النفط و الغاز قرب هذه المناطق و حفروا فيها آبارا للإستغلال، لكن حين وقع المغرب و الجزائر اتفاقية ترسيم الحدود بينهما عام 1972 و أحالا هذه الاتفاقية على الأمم المتحدة للمصادقة عليها و معها خريطة ترسيم دقيقة، فقد أصبح هذا الترسيم هو الفصل بلغة القانون الدولي.
و بموجب هذه الاتفاقية،فإن ”فج المجاهدين” بمنطقة “العرجة” في واد زوزفانا شرق مدينة فكيك هي منطقة جزائرية، بمعنى أنه عمليا حسب هذه الاتفاقية المزارعين المغاربة يتواجدون داخل أرض تتبع الجزائر حتى و إن كانوا يستغلونها لمدة طويلة ، و هذا ما يفسر صمت السلطات المغربية، فربما يكون هناك تعويض لهؤلاء المزارعين يجري التفاوض بشأنه.
في هذه الخريطة (شاهد الصورة) القطعة الأرضية التي يدور الحديث بشأنها باللون الأخضر، واضح جدا أنها تقع داخل التراب الجزائري ،و في خريطة جوجل واضح كذلك موقع الأرض داخل التراب الجزائري.
المغاربة الذين يقطنون شرق البلاد قرب الحدود المغربية الجزائرية يعرفون جيدا هذا الوضع، و المشكلة اليوم على ما يبدو ليست بينهم و بين الجزائر، بل بينهم و بين السلطات المغربية التي اقترحت عليهم منحهم أرضا بديلة، لكنهم يرفضون و يصرون على تعويض مالي .