الحرب المنسية.
قسم الإحتلال الغاشم المملكة المغربية لقسمين قسم محتل من الفرنسيين في وسط المملكة و قسم مستعمر من الإسبان في شمال و جنوب مملكتنا العظيمة.
اليوم سنتدكر شهدائنا في الجيش الوطني لتحرير و قبائل أيت باعمران المجاهدة في الحرب على الإسبان لتحرير سيدي إيفني و الأقاليم الجنوبية في الصحراء المغربية و التي بدأت سنة بعد إستقلال الجزء الدي كان محتلا من طرف الفرنسيين.
ففي أكتوبر 1957 قام جيش التحرير المغربي بتنسيق مع قبائل أيت باعمران بالهجوم على المراكز الأسبانية بالمنطقة، واستولى المهاجمون المغاربة على 6 مراكز قرب سيدي ايفني وكبدوا الجيش الأسباني خسائر هامة منها كتيبة يرأسها الملازم أورتيز الذي سقط في ساحة القتال وأطلقت عليه إسبانيا لقب (شهيد الوطن). فنظمت حكومة إسبانيا خطة دفاعية مضادة، ونقلت جيشا اضافيا من جزر الكناري ثم أرسلت باخرتين حربيتين هما كانارياس ونيبتون اقتحمتا المياه الإقليمية المغربية وهددتا بقصف مدينة أكادير . فتحمل ولي العهد آنذاك (الأمير مولاي الحسن) مسؤولية الدفاع عن المغرب ضد هجوم أسباني محتمل، وأرسل إلى الجنوب فيالق عسكرية من القوات المسلحة الملكية تمركزت على طول ساحل أكادير وفي ضواحي سيدي ايفني، ثم أعطى ولي العهد أوامره باطلاق النار على كل طائرة حربية أسبانية أو أجنبية تخترق الأجواء المغربية.
وبدأ الهجوم المضاد الأسباني ضد وحدات جيش التحرير المغربي والقبائل المساندة له بقصف جوي قام به الطيران الحربي الأسباني على خط ايبوزكارن وكولميم.
(( سنعاقب الثوار المغاربة بشدة)) هكذا كانت مدريد تهدد .، معتبرة أن سيدي ايفني أسبانية وستبقى أسبانية.
وبقي جيش التحرير المغربي متشبثا بشدة بمراكزه داخل منطقة سيدي ايفني، وشن هجومات ضد المواقع الأسبانية في نواحي مدينة العيون، كما نصب الكمائن لقوافل الامدادت الأسبانية.
وجه ولي العهد الذي كان يتابع معارك وانتصارات جيش التحرير تحذيرا عبر أمواج الإذاعة يقول فيه(( إذا قرر فرانكو تسليم المغرب الجنوبي الينا فسأتدخل شخصيا لدى قبائل أيت باعمران لانهاء المعارك.)) وأضاف ((أعطونا بهدوء الصحراء حتى نعمل على ارجاع السلم في سيدي ايفني)). في هذه الأثناء كانت الصحافة الأمريكية تحث حكومتها على مساندة إسبانيا في هذه الحرب.
استمر القتال في سيدي ايفني، وأرسلت إسبانيا المزيد من القوات والامدادات. ثم ظهرت في شواطئ أكادير 6 بوارج حربية أسبانية فوجهت القوات المسلحة الملكية مدافعها نحو المحيط استعدادا للرد على أي هجوم.
وفي 7 دجنبر 1957م عبرت إسبانيا عن رغبتها في فتح مفاوضات مع المغرب بعد أن كانت تؤكد سابقا عزمها على مواصلة الحرب حتى تحقق الحسم العسكري.
أعطى فرانكو أوامره للجيش الأسباني أن يجمع قواته في سيدي ايفني وأن يتخلى عن المراكز العسكرية الأخرى لفائدة المقاتلين المغاربة الذين سلموها في الحين للقوات المسلحة الملكية.
توغل جيش التحرير المغربي في مناطق الاحتلال الفرنسي ( شنقيظ أو موريطانيا لاحقا) إلى اتفاق الفرنسيين والاسبان على القيام بعملية عسكرية مشتركة عرفت باسم ( المكنسة ) استعمل فيها الطيران الحربي بكثافة مما اضطر المقاتلين المغاربة إلى التراجع نحو الشمال.
رغم تراجع جيش التحرير الا أن سيدي ايفني بقيت محاصرة حتى سلمتها إسبانيا للمغرب سنة 1969م، أما منطقة طرفاية فقد استرجعها المغرب قبل ذلك بحوالي 10 سنوات (1958م).
العديد كالجار الشرقي يضن أن المملكة أستقلت في سنة واحدة لكنه نسى أن إبان معركة سيدي إيفني لتحرير الجزء الجنوبي للمملكة و الذي استعمل فيه الطيران الفرنسي لقصف جيش التحرير إنطلاقا من الجزائر و أستشهد خلال العملية أكثر من 8000 شهيد كان محمد الخامس بأمريكا يحشد الدعم لإستقلال الجزائر.
عن القوات المسلحة الملكية