يشكل مشروع “الطريق السريع تزنيت- الداخلة”، أحد أهم المشاريع التنموية الكبرى التي ستساهم في تعزيز التكامل الإقتصادي بين الأقاليم الجنوبية وأقاليم وعمالتي جهة سوس ماسة.
ويهدف المشروع إلى تشييد محور طرقي بمواصفات تقنية جيدة بين جهة سوس ماسة والأقاليم الجنوبية للمملكة، وتقليص المدة الزمنية للتنقل من وإلى أهم مدن الجنوب ، وتحسين السلامة الطرقية، وتسهيل نقل البضائع من وإلى مدن الجنوب عبر تحسين ربطها بمراكز الإنتاج والتوزيع الوطنية الكبرى.
ويندرج هذا المشروع ضمن النمودج التنموي الجديد لتنمية الأقاليم الجنوبية الذي أعلن عنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطاب 6 نونبر 2015 بمدينة العيون بمناسبة الذكرى ال 40 للمسيرة الخضراء.
وأكد رئيس مصلحة التتريب وقارعة الطريق،بوزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، السيد خليل رمضان، أن هذا المشروع، الذي سيتم من خلاله خلق محور طرقي جديد يربط بين الأقاليم الجنوبية وباقي الأقاليم المملكة، يروم تحسين مؤشرات السلامة الطرقية وربط المملكة بعمقها الإفريقي.
وأضاف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المشروع يتضمن مواصفات الطريق السريع ما بين مدينتي تزنيت والعيون وذلك على مسافة تصل إلى 550، أما على مستوى المسافة الرابطة بين مدينتي العيون والداخلة فيتعلق الأمر بتوسعة وتقوية الطريق الوطنية رقم ،1 وذلك على مسافة تصل إلى 500 كلم.
وأبرز السيد رمضان أن هذا المشروع يمتد ،على مستوى جهة سوس ماسة، على مسافة تصل إلى 48 كلم تربط شمال مدينة تزنيت والجماعة الترابية سيدي بوعبدلي، وتمتد على مقطعين، مشيرا إلى أن المقطع الأول يربط شمال تيزنيت وسيدي بونعمان على مسافة تصل إلى 37 كلم، أما المقطع الثاني، الذي تضم جهة سوس ماسة 11 كلم منه فقط، فيربط سيدي بونعمان بأنجا (إقليم سيدي إفني) على مسافة تصل إلى 39 كلم.
وأضاف أن نسبة تقدم الأشغال على مستوى المقطع الأول، الذي تصل تكلفته المالية 420 مليون درهم، بلغت 49 في المائة، في حين أن نسبة تقدم الأشغال على مستوى المقطع الثاني، الذي تصل تكلفته المالية إلى 435 مليون درهم، فبلغت 12 في المائة.
وخلص إلى أن هذا المشروع يضم، على مستوى جهة سوس ماسة، بناء منشأتين فنيتين على وادي أدودو، ووادي بونعمان، التي تجاوزت نسبة تقدم الأشغال بهما 70 في المائة، بتكلفة مالية تصل إلى 30 مليون درهم، مشيرا إلى أن هذا المشروع الوطني الهام يضم مسارا جديدا يربط تزنيت وكلميم ويمتد على مسافة تصل إلى 114 كلم، في حين أن المسار الذي يربط كلميم والعيون فيتعلق بتثنية الطريق الوطنية رقم 1.
يشار إلى أن هذا المشروع الاستراتيجي الكبير، الذي يمتد على مسافة 1.050 كيلومتر بتكلفة مالية تصل 10 ملايير درهم، والذي يعد رافعة هيكلية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية للمملكة وباقي القارة الإفريقية، يندرج في إطار اتفاقية شراكة بين وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، ووزارة الداخلية، ووزارة الاقتصاد والمالية، وجهة العيون – الساقية الحمراء، وجهة كلميم واد – نون، وجهة الداخلة – وادي الذهب، وجهة سوس – ماسة.