أكد مدير قسم الشرق الأوسط بوزارة الشؤون الخارجية الإندونيسية، أحمد ريزال بورناما، أمس الاثنين في جاكرتا، أن المغرب وإندونيسيا، مدعوان وهما يحتفلان هذه السنة بالذكرى الـ60 لإقامة علاقاتهما الدبلوماسية، لتحديد أولويات مشتركة للتعاون في العديد من القطاعات، وذلك في إطار خارطة طريق لما بعد كوفيد-19.
وقال السيد بورناما، في كلمة خلال ندوة افتراضية نظمت تحت عنوان “العلاقات بين إندونيسيا والمغرب في مواجهة التحديات 4.0 وعهد ما بعد كورونا”، إنه “يتعين على المغرب وإندونيسيا تحديد أولويات مشتركة للتعاون لدعم إبرام اتفاقات ثنائية، وخاصة في مجالي المبادلات التجارية والاستثمار”.
كما شدد الدبلوماسي الإندونيسي على أهمية تعزيز مبدأ التعددية، الذي يؤطر، في رأيه، مستقبل العلاقات الدولية، مضيفا أن البلدين يتقاسمان نفس الرؤية المشتركة من أجل النهوض بالتعاون جنوب – جنوب.
ومن جهته، أبرز سفير المغرب في إندونيسيا، السيد وديع بنعبد الله، في مداخلة بنفس المناسبة، أن البلدين تمكنا من الحفاظ على استمرارية تعاونهما مع مر السنوات، مؤكدا على أهمية الارتكاز على المكتسبات المسجلة للانتقال إلى العصر الرقمي واستكشاف محاور جديدة للتعاون.
وشدد السيد بنعبد الله على أنه “يتعين على العلاقات المغربية الإندونيسية أن تستفيد من الثورة الصناعية 4.0 والتكنولوجيات الجديدة والبحث العلمي من أجل شراكة متينة تتجه نحو المستقبل”، مبرزا ضرورة إيلاء اهتمام خاص للتكنولوجيات الجديدة خلال فترة ما بعد كوفيد-19.
وفي الجانب الاقتصادي، أبرز الدبلوماسي المغربي أن هناك العديد من مشاريع التعاون قيد الدراسة وأخرى في طور التجسيد، من بينها اتفاقية التجارة التفضيلية، مضيفا أن الرباط وجاكرتا يدرسان، بالموازاة، قائمة بالمنتجات التكميلية وغير التنافسية لتوسيع المبادلات التجارية الثنائية، مع حماية المنتوج الوطني.
وفي السياق ذاته، استعرض سفير إندونيسيا لدى المغرب، السيد هاسرول أزوار، الرؤية المشتركة التي تبناها البلدان للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية إلى مستوى علاقاتهما السياسية والدبلوماسية، مضيفا أن جاكرتا والرباط اللتان تتقاسمان العديد من المميزات يواجهان تحديات مشتركة.
أما رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، السيد رضوان المرابط، فأكد على أهمية التبادلات الثقافية بين البلدين، مبرزا أن ثلاثين طالبا إندونسيا، الذين استفادوا من منح جامعية، تم تسجيلهم في مختلف الشعب الدراسية داخل الجامعة، ما يساهم في النهوض بالتبادلات بين الشعبين.
ومن جانبه ، قال رئيس جمعية خريجي الجامعات المغربية في إندونيسيا، إلياس مروال، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء – جاكرتا، إن العلاقات الثنائية شهدت تطورا ونضجا كبيرين و تعكس إرادة قوية للتعاون لفائدة البلدين وشعبيهما.
وعرفت هذه الندوة الافتراضية، التي نظمتها جمعية خريجي الجامعات المغربية في إندونيسيا، بتعاون مع سفارة جمهورية إندونيسيا بالرباط، وسفارة المملكة المغربية بجاكرتا، وجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، مشاركة نخبة من الجامعيين، والباحثين، والمثقفين والدبلوماسيين من كلا البلدين.
ونظم هذا اللقاء بشراكة أيضا مع منتدى العلاقات المغربية الآسيوية، وجمعية الصداقة الاندونيسية المغربية، وجمعية الطلبة الإندونيسيين بالمغرب.
كما تميز هذا الحدث بإلقاء شهادات لاثنين من الطلبة الإندونيسيين يتابعان دراستهما الجامعية في الرباط والعيون، وممثلة الجالية المغربية المقيمة في إندونيسيا، إضافة إلى الباحث الإندونيسي الشهير عبد الصمد خريج دار الحديث الحسنية.
وفي ختام هذا اللقاء، تم تكريم شخصيات مغربية وإندونيسية تنتمي لعالم السياسة، والدين، والثقافة، والاقتصاد، والإعلام، والتي ساهمت انطلاقا من مواقعها في تعزيز العلاقات الثنائية.