محسن الأكرمين.
جائحة”كورونا”.
من أسوأ علامات جائحة”كورونا” ردة فعل البشر السلبية، والزيادة في نسبة الأنانية المتفاقمة، من سوء التصرفات غير الحضارية حالات “اللهطة” في اقتناء مواد العيش والتزود بما يزيد عن الحاجة. من مظاهر الفوضى الأولى “راسي راسي ومن بعدي الطوفان”. من الفساد وجود” الشناقة ” بيننا واستغلالهم لأسوأ وضعيات المواطن وخوفه من جائحة”كورونا”. ومن المؤشرات المخفقة أن مقررات التربية الوطنية، وكتب الأخلاق، وخطب المساجد، لم تصنع لنا حاجيات حب الانتماء، ولا هوية الحاجيات المشتركة بالعدل، ولا مواطنين متضامنين في الشدة والرخاء” بلا تعميم مفرط”.
مفارقات بين جائحة”الزلط” وجائحة”كورونا”.
ماذا لو كان “الزلط”من فصيلة فيروس”كورونا”؟ هل ستكون للدولة لها الجرأة الكافية، والتأهب للقضاء على”الزلط” بصفة تامة؟ لما لم تفعل يوما أية حكومة الحجر الاقتصادي والإجتماعي على”المزلوط” و”المكرد”؟. هي أسئلة للخلخلة الفكرية لا إلا، هي أسئلة لكل منا من موقعه أجوبته الوصفية.
من سياسة التهدئة والتسكين، الاشتغال على لجن متنوعة تفكر لنا بحلم الخير والأمل، فنجد أن أعراض “الزلط” يتم تفكيك شفراتها من طرف اللجنة المكلفة بالسجل الاجتماعي وتنقيط المواطنين بعلامات متفردة، وبالقياس الشعبي (الذهب المشحر “الأغنياء” / النحاس المصقول “الطبقة المتوسطة ” / الحديد المصدي “المكرد”). أما أسباب “الزلط” وفشل النموذج التنموي القديم، فتبحث فيه اللجنة المكلفة بالنموذج التنموي الجديد، وهي حريصة على تطبيق علم النفس التنموي وترتيب حاجيات الأمان، و تجديد الحاجيات الاجتماعية إلى الثقة… إنها تبحث عن التسلسل الهرمي لاحتياجات الشعب المغربي للأمان.
“شناقة “المتاجرة في وسائل الوقاية السبقية .
من حسن تعامل الدولة أنها انخرطت بقوة في حماية الشعب من جائحة “كورونا”، انخرطت الحكومة بنهج متناسق على أساس أن كل القطاعات معنية بتدبير الأزمة، وليس فقط قطاع الصحة. وقد أظهرت التجارب الدولية أنه يمكن قهر الفيروس والسيطرة عليه نهائيا. فهل ممكن أن ينتصر بعدها المغاربة كذلك على جائحة “الزلط”، ولا نترك “مكرد” من وراءنا فقيرا؟ هل يمكن أن تكون خطة محاصرة جائحة”كورونا” كفيلة بتطبيقها على القضاء على الفوارق الاجتماعية، والحد من الفئات “المكردة”؟.
يمكن حقيقة التحقق، في ظل التكافل ومحاصرة الفساد الذي يتاجر حتى في لوازم الصحة الوقائية، يمكن من خلال استحضار خمس عبارات تتمثل في : الوقاية والتأهب، والصحة للجميع، والقيادة السياسية الحكيمة، ووعي الشعب بقيمة التضامن والإنصاف والحقوق والواجبات.
القيم والأخلاق والتحول إلى تأطيرها قانونيا.
تهلكة جائحة”الزلط” توازي حقا بالتماثل جائحة”كورونا” مع اختلاف بين في أصول الفيروس، و تنوع الفساد. حقيقة لن نفكر بالتفاضل ونقول:” الشعب لا بد أن يكون فقيرا (مزلوطا)”، لن نواعد الشعب بحياة الخلد العادلة ” الفقراء يدخلون الجنة”، لن نبحث عن حلول ظرفية للقضاء على جائحة”كورونا” ولا حتى جائحة”الزلط”، بل نبحث تحويل القيم العالقة في الكراسات والكتب نحو تأطيرها قانونيا والحكامة التطبيق. نبحث أن تصبح القيم والأخلاق وملاحقة الفساد قانون دولة ومجتمع مدني. نبحت عن المساءلة والمحاسبة وسيادة القانون. نبحث عن مثل أخلاق الرعاية التي يحظى بها الآن مريض فيروس “كورونا” عند الحجر الصحي، نبحث بألا يكون بيننا “مزلوط” ولا خلفنا “مكرد”، بل مغاربة يتمتعون بكامل حقوق الكرامة الوطنية.